الإصحاح التاسع

 

الآيات (1-10):- "1وَدَعَا أَلِيشَعُ النَّبِيُّ وَاحِدًا مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ وَقَالَ لَهُ: «شُدَّ حَقْوَيْكَ وَخُذْ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ هذِهِ بِيَدِكَ، وَاذْهَبْ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. 2وَإِذَا وَصَلْتَ إِلَى هُنَاكَ فَانْظُرْ هُنَاكَ يَاهُوَ بْنَ يَهُوشَافَاطَ بْنَ نِمْشِي، وَادْخُلْ وَأَقِمْهُ مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِ، وَادْخُلْ بِهِ إِلَى مُخْدَعٍ دَاخِلَ مُخْدَعٍ. 3ثُمَّ خُذْ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ افْتَحِ الْبَابَ وَاهْرُبْ وَلاَ تَنْتَظِرْ». 4فَانْطَلَقَ الْغُلاَمُ، أَيِ الْغُلاَمُ النَّبِيُّ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ 5وَدَخَلَ وَإِذَا قُوَّادُ الْجَيْشِ جُلُوسٌ. فَقَالَ: «لِي كَلاَمٌ مَعَكَ يَا قَائِدُ». فَقَالَ يَاهُو: «مَعَ مَنْ مِنَّا كُلِّنَا؟». فَقَالَ: «مَعَكَ أَيُّهَا الْقَائِدُ». 6فَقَامَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَبَّ الدُّهْنَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، 7فَتَضْرِبُ بَيْتَ أَخْآبَ سَيِّدِكَ. وَأَنْتَقِمُ لِدِمَاءِ عَبِيدِيَ الأَنْبِيَاءِ، وَدِمَاءِ جَمِيعِ عَبِيدِ الرَّبِّ مِنْ يَدِ إِيزَابَلَ. 8فَيَبِيدُ كُلُّ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَسْتَأْصِلُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ. 9وَأَجْعَلُ بَيْتَ أَخْآبَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا. 10وَتَأْكُلُ الْكِلاَبُ إِيزَابَلَ فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهَا». ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ وَهَرَبَ. "

كانت أدوات تأديب أخاب هم حزائيل وياهو وإليشع كما قال الله لايليا. ولما قدم أخاب توبة تأجل هذا التأديب لأيام إبنه. ولذلك لم نسمع أن إيليا مسح ياهو أو حزائيل بل أن من مسحهما هو إليشع. وقد يكون إيليا مسح إليشع على أن ينفذ مهمته حين يكلفه الله بذلك.

شُدَّ حَقْوَيْكَ = أى إستعد للسفر. ولم يمسح إلا ياهو من كل ملوك إسرائيل ومسحه كان لإتمام رسالة معينة وهى ضرب بيت أخاب. وكان الملك يورام فى يزرعيل وترك الحرب فى راموث جلعاد بسبب جروحه ويبدو أن هذه الجروح كانت لا تستحق أن يترك جنوده وقادة جيشه بدليل خروجه على مركبته للقاء ياهو. وكان تقاعس يورام عن الحرب سببا فى تذمر قادة جيش إسرائيل عليه، فهم نسبوا له الجبن والتخلى عنهم. يَاهُوَ = يبدو أنه كان متهورا وقائدا حاد الطباع، غيور وشجاع لا يخاف إنسان ولكنه لا يكترث بالأمور الروحية. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِ = أى من وسط باقى قادة الجيش. مُخْدَعٍ دَاخِلَ مُخْدَعٍ = ليكون لياهو حرية فى الكلام والتدبير. وإليشع لم يذهب بنفسه فهو معروف ولا يمكنه أن يصنع شيئا فى السر. ويقول التقليد اليهودى أن النبى الذى مسح ياهو هو يونان النبى.

وفى (5) يسأل النبى مَعَ مَنْ مِنَّا كُلِّنَا = يبدو أن ياهو فهم من مجىء نبى إليه أن وراء هذا خبر جيد أو شرف كبير له فهناك نبى يأتى إليه لذلك سأل هذا السؤال فلا يقول باقى القادة أن ياهو فرض نفسه فرضا على النبى. ويقال أن هناك تناقض بين هذه الآيات وبين هو(4:1)

ففى هوشع سيعاقب ياهو على دم يزرعيل بينما النبى هنا يكلفه بأن يقضى على بيت أخاب.

والسبب أن ياهو لم يضرب بيت أخاب لحساب مجد الله بل لحساب مجد نفسه وبوحشية مرعبة لا يرضى عنها الله (وراجع 1:10-9) وكما إستخدم الله بابل لتأديب أورشليم ثم عاقبها على وحشيتها يستخدم هنا ياهو ولكن لا يمكن أن يوافق على ما عمله وإنتقامه لنفسه ودمويته.

 

الآيات (11-26):- "11وَأَمَّا يَاهُو فَخَرَجَ إِلَى عَبِيدِ سَيِّدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: «أَسَلاَمٌ؟ لِمَاذَا جَاءَ هذَا الْمَجْنُونُ إِلَيْكَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ وَكَلاَمَهُ». 12فَقَالُوا: «كَذِبٌ. فَأَخْبِرْنَا». فَقَالَ: «بِكَذَا وَكَذَا كَلَّمَنِي قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ». 13فَبَادَرَ كُلُّ وَاحِدٍ وَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَوَضَعَهُ تَحْتَهُ عَلَى الدَّرَجِ نَفْسِهِ، وَضَرَبُوا بِالْبُوقِ وَقَالُوا: «قَدْ مَلَكَ يَاهُو». 14وَعَصَى يَاهُو بْنُ يَهُوشَافَاطَ بْنِ نِمْشِي عَلَى يُورَامَ. وَكَانَ يُورَامُ يُحَافِظُ عَلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ. 15وَرَجَعَ يَهُورَامُ الْمَلِكُ لِكَيْ يَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ مِنَ الْجُرُوحِ الَّتِي ضَرَبَهُ بِهَا الأَرَامِيُّونَ حِينَ قَاتَلَ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. فَقَالَ يَاهُو: «إِنْ كَانَ فِي أَنْفُسِكُمْ، لاَ يَخْرُجْ مُنْهَزِمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ لِكَيْ يَنْطَلِقَ فَيُخْبِرَ فِي يَزْرَعِيلَ». 16وَرَكِبَ يَاهُو وَذَهَبَ إِلَى يَزْرَعِيلَ، لأَنَّ يُورَامَ كَانَ مُضْطَجِعًا هُنَاكَ. وَنَزَلَ أَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا لِيَرَى يُورَامَ. 17وَكَانَ الرَّقِيبُ وَاقِفًا عَلَى الْبُرْجِ فِي يَزْرَعِيلَ، فَرَأَى جَمَاعَةَ يَاهُو عِنْدَ إِقْبَالِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي أَرَى جَمَاعَةً». فَقَالَ يَهُورَامُ: «خُذْ فَارِسًا وَأَرْسِلْهُ لِلِقَائِهِمْ، فَيَقُولَ: أَسَلاَمٌ؟» 18فَذَهَبَ رَاكِبُ الْفَرَسِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: «هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: أَسَلاَمٌ؟» فَقَالَ يَاهُو: «مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ؟ دُرْ إِلَى وَرَائِي». فَأَخْبَرَ الرَّقِيبُ قَائِلاً: «قَدْ وَصَلَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْجعْ». 19فَأَرْسَلَ رَاكِبَ فَرَسٍ ثَانِيًا، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمْ قَالَ: «هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: أَسَلاَمٌ؟» فَقَالَ يَاهُو: «مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ؟ دُرْ إِلَى وَرَائِي». 20فَأَخْبَرَ الرَّقِيبُ قَائِلاً: «قَدْ وَصَلَ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْجِعْ. وَالسَّوْقُ كَسَوْقِ يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي، لأَنَّهُ يَسُوقُ بِجُنُونٍ». 21فَقَالَ يَهُورَامُ: «اشْدُدْ». فَشُدَّتْ مَرْكَبَتُهُ، وَخَرَجَ يَهُورَامُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَأَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَرْكَبَتِهِ، خَرَجَا لِلِقَاءِ يَاهُو. فَصَادَفَاهُ عِنْدَ حَقْلَةِ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ. 22فَلَمَّا رَأَى يَهُورَامُ يَاهُوَ قَالَ: «أَسَلاَمٌ يَا يَاهُو؟» فَقَالَ: «أَيُّ سَلاَمٍ مَا دَامَ زِنَى إِيزَابَلَ أُمِّكَ وَسِحْرُهَا الْكَثِيرُ؟» 23فَرَدَّ يَهُورَامُ يَدَيْهِ وَهَرَبَ، وَقَالَ لأَخَزْيَا: «خِيَانَةً يَا أَخَزْيَا!» 24فَقَبَضَ يَاهُو بِيَدِهِ عَلَى الْقَوْسِ وَضَرَبَ يَهُورَامَ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ، فَخَرَجَ السَّهْمُ مِنْ قَلْبِهِ فَسَقَطَ فِي مَرْكَبَتِهِ. 25وَقَالَ لِبِدْقَرَ ثَالِثِهِ: «ارْفَعْهُ وَأَلْقِهِ فِي حِصَّةِ حَقْلِ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ. وَاذْكُرْ كَيْفَ إِذْ رَكِبْتُ أَنَا وَإِيَّاكَ مَعًا وَرَاءَ أَخْآبَ أَبِيهِ، جَعَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ هذَا الْحِمْلَ. 26أَلَمْ أَرَ أَمْسًا دَمَ نَابُوتَ وَدِمَاءَ بَنِيهِ يَقُولُ الرَّبُّ، فَأُجَازِيكَ فِي هذِهِ الْحَقْلَةِ يَقُولُ الرَّبُّ. فَالآنَ ارْفَعْهُ وَأَلْقِهِ فِي الْحَقْلَةِ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ»."

هذَا الْمَجْنُونُ = هذا يدل على أن النبى دخل وخرج بعجلة وربما لم يعرفوا أنه نبى. أو هى حالة من عدم الإكثراث بالدين إذا كان يلبس لباس الأنبياء. وربما هو تصرف كمجنون فعلا حتى لا يعرف أحد رسالته. أنْتُمْ تَعْرِفُونَ= هو إمتحان من ياهو لهم ربما لهم يد فى إرسال النبى. فَقَالُوا كَذِبٌ = أى لا نعرف شيئا فأخبرنا أنت خصوصاً أنهم لابد ولاحظوا الدهن على وجهه. أن يكون معنى الكلام أن ياهو فى تواضع لم يرد أن يقول لهم عن السر أنه مُسِحَ ملكا فقال أنتم تعرفون أن الرجل مجنون فلا تهتموا بما قاله. وبعد أن رأوا الدهن قالوا هذا كذب فهو قال شيئاً مهماً. ولكن كان واضحا أنهم يريدون الخلاص من بيت أخاب ولذلك سارعوا بعمل عرش لياهو من ثيابهم. ولاحظ أن الجيش كله كان فى راموث جلعاد والملك وحده فى يزرعيل لذلك كانت فرصة سانحة لياهو ليقتله إذا أسرع ووصل إلى يزرعيل قبل أن يصل خبر التمرد إلى الملك. إِنْ كَانَ فِي أَنْفُسِكُمْ = هو يستشيرهم ولا يأمرهم فهو لم يملك بعد. فَيَقُولَ أَسَلاَمٌ = لأنه مهتم بأمر راموث جلعاد وكان خائفاً أن تسقط فى يد أرام. دُرْ إِلَى وَرَائِي = فلم يسمح لهُ بأن يعود ويخبر الملك.

مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ = أى لا يعنيك ما يحدث فى شىء. وَخَرَجَ يَهُورَامُ = لم يستطع أن يصبر فعدم عودة الرسولين لهُ معنى الشر. فَصَادَفَاهُ عِنْدَ حَقْلَةِ نَابُوتَ = هو تدبير إلهى ليتم ما تنبأ به النبى. زِنَى إِيزَابَلَ أُمِّكَ وَسِحْرُهَا الْكَثِيرُ = واضح أنه الزنا الروحى وعبادة البعل.

وفى (25) بِدْقَرَ ثَالِثِهِ = كان فى كل مركبة 3 أفراد سائق وإثنان وأحدهما الضابط أو القائد ولذلك ربما سُمى القادة الضباط ثوالث. وقد يكون الثوالث هم أصحاب الرتبة الثالثة بعد النبلاء (الملك والأمراء 1 ثم النبلاء 2 ثم الثوالث 3 من الضباط القادة).

هذَا الْحِمْلَ = هذا العقاب الذى هو فيه. ولكن كلمة حمل تعنى نبوة فهو غالبا يشير لنبوة إيليا فى عقاب بيت أخاب والتى قد تحققت. وفى (26) دِمَاءَ بَنِيهِ= غالبا قتلوا اولاد نابوت حتى لا يكون هناك ورثة.

ملحوظة :- فى آية (13) تَحْتَ الدَّرَجِ = الكلمة المستخدمة هنا تشير لدرجات المزولة أو الساعة الشمسية وهى مكان مناسب لتنصيب ياهو ملكا. ووضع ملابسهم تحته يعنى كل مالنا تحت أمرك.

 

الآيات(27-29):- "27وَلَمَّا رَأَى ذلِكَ أَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا هَرَبَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ الْبُسْتَانِ، فَطَارَدَهُ يَاهُو وَقَالَ: «اضْرِبُوهُ». فَضَرَبُوهُ أَيْضًا فِي الْمَرْكَبَةِ فِي عَقَبَةِ جُورَ الَّتِي عِنْدَ يِبْلَعَامَ. فَهَرَبَ إِلَى مَجِدُّو وَمَاتَ هُنَاكَ. 28فَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. 29فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ، مَلَكَ أَخَزْيَا عَلَى يَهُوذَا. "

بَيْتِ الْبُسْتَانِ = من الأملاك التابعة للقصر. فَطَارَدَهُ يَاهُو = أو هو امر جنوده أن يطاردوه. فِي عَقَبَةِ جُورَ = وفى( 2 اى 22: 9) وطلب اخزيا فأمسكوه وهو مختبىء فى السامرة وأتوا به إلى ياهو فقتلوه وإذا قابلنا الآيتين يكون المعنى أن جنود ياهو ضربوا اخزيا فى عقبة جور فهرب إلى مجدو ثم إنتقل للسامرة وهو مصاب وإختبأ هناك حيث أمسكه خدام ياهو واتوا به لياهو ليقتله.

 

الآيات (30-37):- "30فَجَاءَ يَاهُو إِلَى يَزْرَعِيلَ. وَلَمَّا سَمِعَتْ إِيزَابَلُ كَحَّلَتْ بِالأُثْمُدِ عَيْنَيْهَا، وَزَيَّنَتْ رَأْسَهَا وَتَطَلَّعَتْ مِنْ كَوَّةٍ. 31وَعِنْدَ دُخُولِ يَاهُو الْبَابَ قَالَتْ: «أَسَلاَمٌ لِزِمْرِي قَاتِلِ سَيِّدِهِ؟» 32فَرَفَعَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْكَوَّةِ وَقَالَ: «مَنْ مَعِي؟ مَنْ؟» فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْخِصْيَانِ. 33فَقَالَ: «اطْرَحُوهَا». فَطَرَحُوهَا، فَسَالَ مِنْ دَمِهَا عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى الْخَيْلِ فَدَاسَهَا. 34وَدَخَلَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: «افْتَقِدُوا هذِهِ الْمَلْعُونَةَ وَادْفِنُوهَا، لأَنَّهَا بِنْتُ مَلِكٍ». 35وَلَمَّا مَضَوْا لِيَدْفِنُوهَا، لَمْ يَجِدُوا مِنْهَا إِلاَّ الْجُمْجُمَةَ وَالرِّجْلَيْنِ وَكَفَّيِ الْيَدَيْنِ. 36فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ كَلاَمُ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلاً: فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ تَأْكُلُ الْكِلاَبُ لَحْمَ إِيزَابَلَ. 37وَتَكُونُ جُثَّةُ إِيزَابَلَ كَدِمْنَةٍ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ فِي قِسْمِ يَزْرَعِيلَ حَتَّى لاَ يَقُولُوا: هذِهِ إِيزَابَلُ»."

كَحَّلَتْ بِالأُثْمُدِ عَيْنَيْهَا = عجيب هذا القلب القاسى فهى تتجمل بدلا من ان تبكى على أولادها أو على مصيرها. وربما قصدت أن تغوى ياهو بجمالها او أنها عرفت أنه سيقتلها ففضلت أن تموت فى كامل زينتها كملكة وعمرها لم يكن أقل من 55 سنة فحفيدها أخزيا وهو إبن بنتها كان عمره 23 سنة حينما قُتِلَ. أَسَلاَمٌ لِزِمْرِي = هى تذكر ياهو بأن زمرى حين قتل ملكه قُتِلَ بعد 7 أيام وهى تقول هذا لتخيفه من أن يكون له نفس مصير زمرى إن قتلها. مَنْ مَعِي = هو يدعو الجميع للعصيان ضد إيزابل ولطاعة أوامره فَدَاسَهَا = داسها ياهو بخيله علامة إحتقاره لها. ولقد تركت إيزابل إسما مكروها إلى الأبد( رؤ 20:2) فأطلق إسمها على النبية الكاذبة.