الإصحاح الرابع

 

الأيات (1-5):-" 1وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ أَنَّ بَنِي السَّبْيِ يَبْنُونَ هَيْكَلاً لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، 2تَقَدَّمُوا إِلَى زَرُبَّابَلَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ وَقَالُوا لَهُمْ: «نَبْنِي مَعَكُمْ لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ، وَلَهُ قَدْ ذَبَحْنَا مِنْ أَيَّامِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ الَّذِي أَصْعَدَنَا إِلَى هُنَا». 3فَقَالَ لَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَبَقِيَّةُ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ: «لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا أَنْ نَبْنِيَ بَيْتًا لإِلهِنَا، وَلكِنَّنَا نَحْنُ وَحْدَنَا نَبْنِي لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَنَا الْمَلِكُ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ». 4وَكَانَ شَعْبُ الأَرْضِ يُرْخُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُذْعِرُونَهُمْ عَنِ الْبِنَاءِ. 5وَاسْتَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ لِيُبْطِلُوا مَشُورَتَهُمْ كُلَّ أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ."

أعداء يهوذا = هم أهل البلاد السامريين وهؤلاء خليط من الإسرائيليين (الأسباط العشرة) ومن الشعوب الذين أتى بهم ملوك اشور وأسكنوهم فى إسرائيل. وكان هؤلاء من نسل الذين أصعدهم أسر حدون (آية 2) وأسنفر (آية 10) وهؤلاء كان دينهم مزيجاً، فيه شىء من تقوى الرب ولكن أكثره أباطيل وثنية. ولذلك محا هؤلاء هوية إسرائيل (أش 8:7) والعداوة لشعب الله هى عداوة تقليدية نشأت منذ صارت هناك عداوة بين نسل المرأة ونسل الحية. وإبليس قطعاً سيقاوم بناء الهيكل وسيقاوم أى بناء لجسد المسيح. يهوذا وبنيامين = فهم أغلبية العائدين الذين إستطاعوا معرفة نسبتهم لأبائهم. بنى السبى يبنون هيكلاً = هم صاروا بنى السبى لأنهم أهملوا الهيكل سابقاً. لأننا نظيركم = هم أرادوا الإشتراك ليفسدوا العمل ويعطلوه. وقولهم نظيركم لأنهم يتصورون أنهم يعبدون الله لكن ديانتهم كان فيها القليل من عبادة الله والكثير من العبادة الوثنية. ليس لكم ولنا = رفض اليهود الإتحاد معهم لأنهم عرفوا غايتهم ولكن اليهود لم يستطيعوا بسبب الخوف منهم أن يقولوا السبب الحقيقى للرفض وإكتفوا بقولهم أن الأمر ببناء الهيكل كان من الملك كورش لليهود فقط وليس للآخرين فعليهم أن يلتزموا بالبناء وحدهم. وفى (4) يرخون = إبتدأوا المقاومة فظهرت حقيقة نواياهم وأنهم لا يطلبون الرب ولا بناء بيته. وفى (5) إستأجروا ضدهم مشيرين = فى ديوان الملك وقصره ومن مشيريه. وهؤلاء المشيرين المرتشين إستطاعوا فى أيام قمبيز إبن كورش أن يقنعوه بإصدار أمر بوقف البناء وتوقف فعلاً حتى ملك داريوس.

 

ملحوظة:-

لو كان هؤلاء يريدون البناء فعلاً ، ما كانوا دفعوا رشاوى لوقف البناء.

 

الأيات (6-10):-" 6وَفِي مُلْكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِهِ، كَتَبُوا شَكْوَى عَلَى سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 7وَفِي أَيَّامِ أَرْتَحْشَسْتَا كَتَبَ بِشْلاَمُ وَمِثْرَدَاثُ وَطَبْئِيلُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمْ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ. وَكِتَابَةُ الرِّسَالَةِ مَكْتُوبَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ وَمُتَرْجَمَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ. 8رَحُومُ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ كَتَبَا رِسَالَةً ضِدَّ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ هكَذَا: 9كَتَبَ حِينَئِذٍ رَحُومُ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمَا الدِّينِيِّينَ وَالأَفَرَسْتِكِيِّينَ وَالطَّرْفِلِيِّينَ وَالأَفْرَسِيِّينَ وَالأَرَكْوِيِّينَ وَالْبَابَلِيِّينَ وَالشُّوشَنِيِّينَ وَالدَّهْوِيِّينَ وَالْعِيلاَمِيِّينَ، 10وَسَائِرِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ أُسْنَفَّرُ الْعَظِيمُ الشَّرِيفُ وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ السَّامِرَةِ، وَسَائِرِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ وَإِلَى آخِرِهِ. "

فى الآيات 5، 6، 7 اسماء ثلاث ملوك غير كورش:-

آية 7:- أرتحشستا = هو قمبيز الذى نجحت مساعى الأعداء فى إقناعه بأن يصدر مرسوماً بوقف البناء فى الهيكل

آية 5:- داريوس = هو داريوس هستاسب الذى أمر بإعادة البناء (هو ملك بعد أرتحشستا)

آية 6:- أحشويرش = ملك بعد داريوس هستاسب كتبوا شكوى فى أيامه ضد اليهود وواضح أن الآية(6) هى إعتراضية وسط الكلام ووضعها عزرا كمثال آخر لمقاومة الأعداء الدائمة لعمل الله. وغالباً فآية(6) تشير لمحاولة الأعداء لوقف بناء الأسوار ويبدو أنهم نجحوا فى مسعاهم هذا وتوقف بناء الأسوار حتى حصل نحميا على إذن بالبناء من خليفة أحشويرس وهو أرتحشستا لو نجيمانوس.

الآيات 7، 8:- بشلام ومثردات وطبئيل. . . رحوم ورفقائه غالباً كان هناك رسالتان فى أيام أرتحشستا الأولى من بشلام ورفقائه وهذه لم تسجل. والثانية من رحوم ورفقائه (آية 8) وهذه هى المذكورة فى الآيات (11-16) ومعظم الأسماء مثل بشلام ومثردات أسماء أجنبية وليست يهودية. فهم من الأمم الذين سكنوا فى إسرائيل. ورحوم صاحب القضاء = هى تعنى رئيس المراسم أو حاكم البلاد وشمشاى كاتبه. مكتوب بالأرامية ومترجم بالإرامية = أى بأحرف أرامية وباللغة الأرامية وليست بالفارسية وإبتداء من آية 8 وحتى 18:6 باللغة الأرامية. واللغة الأرامية هى لغة الحكومة ولغة التجارة الأجنبية. وهى لغة الترجوم. وعزرا إستخدم الأرامية هنا لأنه يورد رسائل إستحسن أن ينقلها كما كتبت بدون ترجمة.

وفى (9) الدينيين. . . هم قبائل مختلفة من الشعوب التى أصعدها الأشوريون ليعيشوا فى إسرائيل. ولاحظ كثرة الأجناس التى تكون منها شعب السامرة وفى (10) أسنفر = قد يكون هو أشور بانيبال الذى ملك فى أشور سنة 668 – سنة 626 ق. م وكان هذا ملكاً عظيماً وحارب أخاه والى بابل الذى كان قد عصاه وحارب عيلام فلعله الملك الذى نفى بعض البابليين والشوشنيين (سكان شوشن) وأسكنهم مدن السامرة. وقد يكون هو أسرحدون نفسه أو قائداً أنابوه لهذه العملية:-

فى عبر النهر = أى ما غرب نهر الفرات. ولاحظ كثرة أعداء شعب الله. وإلى آخره = أصل العبارة فى لغتها الأصلية تعنى " فلتدم لكم الصحة والسلام كما أنتم الآن "

 

الأيات (11-16):-" 11هذِهِ صُورَةُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ، إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ: «عَبِيدُكَ الْقَوْمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ. 12لِيُعْلَمِ الْمَلِكُ أَنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ عِنْدِكَ إِلَيْنَا قَدْ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَبْنُونَ الْمَدِينَةَ الْعَاصِيَةَ الرَّدِيَّةَ، وَقَدْ أَكْمَلُوا أَسْوَارَهَا وَرَمَّمُوا أُسُسَهَا. 13لِيَكُنِ الآنَ مَعْلُومًا لَدَى الْمَلِكِ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يُؤَدُّونَ جِزْيَةً وَلاَ خَرَاجًا وَلاَ خِفَارَةً، فَأَخِيرًا تَضُرُّ الْمُلُوكَ. 14وَالآنَ بِمَا إِنَّنَا نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ الْمَلِكِ، وَلاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى ضَرَرَ الْمَلِكِ، لِذلِكَ أَرْسَلْنَا فَأَعْلَمْنَا الْمَلِكَ، 15لِكَيْ يُفَتَّشَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ آبَائِكَ، فَتَجِدَ فِي سِفْرِ الأَخْبَارِ وَتَعْلَمَ أَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ مَدِينَةٌ عَاصِيَةٌ وَمُضِرَّةٌ لِلْمُلُوكِ وَالْبِلاَدِ، وَقَدْ عَمِلُوا عِصْيَانًا فِي وَسَطِهَا مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ، لِذلِكَ أُخْرِبَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ. 16وَنَحْنُ نُعْلِمُ الْمَلِكَ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يَكُونُ لَكَ عِنْدَ ذلِكَ نَصِيبٌ فِي عَبْرِ النَّهْرِ»."

اليهود = أطلق هذا الإسم أولاً على أهل المملكة الجنوبية أى يهوذا وبنيامين. وبعد العودة من السبى صار إسماً لكل اليهود من كل الأسباط.   اليهود الذين صعدوا من عندك = أى الذين عادوا من السبى. العاصمة الردية = إشارة إلى تاريخ أورشليم التى عصت ملوك أشور وبابل قديماً ولاحظ أن أعداء اليهود فى رسالتهم يهولون الأمور ويبالغون حتى يثيروا الملك ضدهم، فالفرس إشتهروا بأنهم مولعين بتحصيل الضرائب والجزية ليصرفوا منها على جيوشهم الجرارة ونجد هنا أن أعداء اليهود يصورون للملك أن اليهود يبنون الأسوار ليمتنعوا عن دفع الجزية بينما هم يبنون الهيكل الآن وليس الأسوار. ولكن لا مانع للأعداء من ترديد الأكاذيب ضد شعب الله. وإثارة الملوك ضد الكنيسة وضد شعب الله هى حيلة دائمة. وقد فعل اليهود ذلك ضد المسيح حين إتهموه بأنه عدو لقيصر. جزية = ما يدفع للملك. خراج = الرسوم على التجارة وغلة الأرض للإنفاق على المحاكم المحلية. خفارة = الرسوم على عابرى الطرق لأجل إصلاحها ودفع مرتبات رجال أمن الطرق. لاحظ الكذب ففى آية(12) يقولون أكملوا أسوارها وفى آية(16) إذا. . . . أكملت أسوارها.    نأكل ملح دار الملك = أى كانوا فى خدمة الملك ولهم مرتبات منه فلا يليق بهم أن يروا ضرر الملك وهكذا حاولوا أن يستروا غايتهم الحقيقية. ونلاحظ أن من يأكل ملح دار الملك يجد نفسه ملزماً بهذا فكم وكم نحن الذين أخذنا كل خيراتنا من الله يكون مجد الله هو هدفنا.

سفر الأخبار = سجلات الحكومة. للملوك والبلاد = أى الملوك وغيرهم من حكام البلاد

الذين كانوا تحت سلطة الملك أرتحشستا. منذ الأيام القديمة = إشارة لتمرد صدقيا على

نبوخذ نصر

لا يكون لك عند ذلك نصيب فى عبر النهر= هذا مكر الحية فحتى لو فُرِض أن اليهود بنوا أسوار أورشليم فهل يمنع هذا كل البلاد غرب نهر الفرات من دفع الجزية، هذا لن يتم إلا بتكوين دولة يهودية كبيرة تسيطر على كل ما فى غرب النهر وهذا هو التهويل لإثارة الملك.

 

الأيات (17-22):-" 17فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ جَوَابًا: «إِلَى رَحُومَ صَاحِبِ الْقَضَاءِ وَشَمْشَايَ الْكَاتِبِ وَسَائِرِ رُفَقَائِهِمَا السَّاكِنِينَ فِي السَّامِرَةِ وَبَاقِي الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ. سَلاَمٌ إِلَى آخِرِهِ. 18الرِّسَالَةُ الَّتِي أَرْسَلْتُمُوهَا إِلَيْنَا قَدْ قُرِئَتْ بِوُضُوحٍ أَمَامِي. 19وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَمْرٌ فَفَتَّشُوا وَوُجِدَ أَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ تَقُومُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَقَدْ جَرَى فِيهَا تَمَرُّدٌ وَعِصْيَانٌ. 20وَقَدْ كَانَ مُلُوكٌ مُقْتَدِرُونَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَتَسَلَّطُوا عَلَى جَمِيعِ عَبْرِ النَّهْرِ، وَقَدْ أُعْطُوا جِزْيَةً وَخَرَاجًا وَخِفَارَةً. 21فَالآنَ أَخْرِجُوا أَمْرًا بِتَوْقِيفِ أُولئِكَ الرِّجَالِ فَلاَ تُبْنَى هذِهِ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَصْدُرَ مِنِّي أَمْرٌ. 22فَاحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَقْصُرُوا عَنْ عَمَلِ ذلِكَ. لِمَاذَا يَكْثُرُ الضَّرَرُ لِخَسَارَةِ الْمُلُوكِ؟»."

حتى يصدر منى أمر = إذاً هو لم يغلق الباب نهائياً فجاء من بعده وأعطى الأمر وهذه هى يد الله.

 

الأيات (23-24):-" 23حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ. 24حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ."

بذراع وقوة = الشيطان يقف بكل قوته لمنع العمل.

سؤال :- لماذا توقف البناء هل هذا يرجع لقوة المقاومة؟ لا بل لتراخى من يبنى فهم لم يصلوا ولا صاموا وظلوا فى حالة تراخى إلى أن قام حجى النبى وكلمهم بعنف.