الإصحاح السادس

 

الآيات (1-22):- "1 وسافر طوبيا والكلب يتبعه فبات أول منزلة بجانب نهر دجلة.

2 وخرج ليغسل رجليه فإذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه. 3 فارتاع طوبيا وصرخ بصوت عظيم قائلاً يا مولاي قد اقتحمني. 4 فقال له الملاك امسك بخيشومه واجتذبه إليك ففعل كذلك واجتذبه إلى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه. 5 فقال له الملاك  شق جوف الحوت واحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد. 6 ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فأخذا للطريق وملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما إلى أن يبلغا راجيس مدينة الماديين. 7 ثم   أن طوبيا سال الملاك وقال له نشدتك يا أخي عزريا أن تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الأشياء   التي أمرتني أن اذخرها من الحوت.

8 فأجابه الملاك قائلاً إذا ألقيت شيئاً من قلبه على الجمر فدخانه   يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان أو امرأة بحيث لا يعود يقربهما أبداً. 9 والمرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرأ. 10 وقال طوبيا أين تريد أن ننزل. 11 فقال الملاك أن هنا رجلاً اسمه رعوئيل من ذوي قرابتك من سبطك وله بنت اسمها سارة وليس له من ذكر ولا أنثى سواها. 12 فجميع ماله مستحق لك ولابد لك أن تتخذها زوجة.

13 فأخطبها إلى أبيها فانه يزوجها منك. 14 فأجاب طوبيا  وقال أني سمعت انه قد عقد لها على سبعة أزواج فماتوا وقد سمعت أيضاً أن الشيطان قتلهم. 15 فلأجل هذا أخاف أن يصيبني مثل ذلك وأنا وحيد لأبوي فانزل شيخوختهما إلى الجحيم بالحزن.

16 فقال له   الملاك رافائيل استمع فأخبرك من هم الذين يستطيع الشيطان أن يقوى عليهم. 17 أن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما أولئك للشيطان عليهم سلطان. 18 فأنت إذا تزوجتها ودخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة أيام ولا تتفرغ معها إلا للصلوات. 19 وفي تلك الليلة إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان. 20 وفي الليلة الثانية تكون مقبولاً في شركة الآباء القديسين. 21 وفي الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون. 22 وبعد انقضاء الليلة الثالثة تتخذ البكر بخوف الرب وأنت راغب في البنين اكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية إبراهيم."

الآيات (1-4): ناما أول ليلة بمحاذاة النهر. الكلب يتبعه= المنظر هنا منظر لطيف جداً يعيد صورة الجنة الأولى فالجنة كانت في أرض دجلة والفرات (تك10:2-14) وكان فيها الإنسان صديقاً للملائكة، والحيوانات تحت سلطانه. وها نحن أمام نفس الصورة، النهر هو نهر دجلة (حداقل هو دجلة) والإنسان يصاحبه ملاك، والكلب (الحيوان) يتبعه أي تحت سلطانه. أول منزلة= أول مكان نزلوا واستراحوا فيه وناموا. فإذا بحوت عظيم= هذه صورة لما حدث في الجنة والحية تهجم على حواء وآدم تريد موتهما. والحوت هنا هو سمكة كبيرة. يا مولاي= يا من تتولى حراستي وقيادتي. وأيضاً هذا الوحش الذي هجم على طوبيا يرمز للضيقة التي تهاجم أولاد الله، والله يخرج من الجافي حلاوة. السمكة العظيمة هي رمز للشيطان يريد أن يجذب طوبيا للماء فيغرق والماء هنا يرمز للعالم. ولكن بمعونة وإرشاد الملاك لم يدخل للماء ويموت، بل جذب هو الشيطان وفي هذا إشارة لهلاك الشيطان النهائي بل خرج من السمكة شفاء. وهذا حدث فالشيطان إستخدمه الله أداة لتأديب البشر (2كو5:5+2كو7:12-9).

الآيات (10-13): الملاك يخبر طوبيا بأن رعوئيل له قرابة مع عائلة طوبيا.

الآيات (14-17): أخبار موت أزواج سارة كانت قد وصلت لعائلة طوبيا وكان هذا غالباً لأن طوبيا الأب كان يجول يخدم اليهود في كل مكان، فربما مرَّ بقريبه رعوئيل فعرف الأخبار.

فأنزل شيخوختهما إلى الجحيم= كانت هذه العقيدة موجودة لكنهم كأبرار كانوا يعرفون أنهم في يد الله ولذلك قال طوبيا تقبض روحي بسلام (طو6:3) + إذا قبض الله نفسى (طو3:4). ونلاحظ أن الشيطان يكون له سلطان على الشهوانيين الذين لا يعرفون الله= ينفون الله أي لا يكون لله وجود في حياتهم.

الآيات (18-22): السلاح ضد الشيطان (الصوم ويمثله هنا عدم التجاوب مع شهوة الجسد) + الصلاة= إمسك عنها + لا تتفرغ معها إلا للصلوات= هذا ما يهزم الشيطان وليس حرق كبد الحوت أما حرق كبد الحوت فيرمز لحرق شهواتهم أو كأنهم قتلوا شهواتهم.