الإصحاح الخامس

 

الآيات (1-29):- "1 واخبر أليفانا رئيس جيش الآشوريين أن بني إسرائيل قد تأهبوا للمدافعة وانهم قد سدوا طرق الجبال.  2 فاستشاط أليفانا غضبا في شدة حنقه ودعا جميع رؤساء موآب وقواد عمون. 3 وقال لهم قولوا لي من أولئك الشعب الذين ضبطوا الجبال وما مدنهم وكيف هي وما قوتها وما قدرتهم وكثرتهم ومن قائد جيشهم. 4 وكيف استخفوا بنا دون جميع سكان المشرق ولم يخرجوا لاستقبالنا ليتلقونا بالسلم. 5 فأجابه احيور قائد جميع بني عمون قائلاً إن تنازلت فسمعت لي يا سيدي أقول الحق بين يديك في أمر أولئك الشعب المقيمين بالجبال ولا تخرج لفظة كاذبة من فمي. 6 أن أولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين. 7 وكان أول مقامهم فيما بين النهرين لأنهم أبوا اتباع آلهة آبائهم المقيمين بأرض الكلدانيين. 8 فتركوا سنن آبائهم التي كانت لآلهة كثيرة. 9 وسجدوا لإله السماء الواحد وهو أمرهم أن يخرجوا من هناك ويسكنوا في حاران فلما عم الجوع الأرض كلها هبطوا إلى مصر وتكاثروا هناك مدة أربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى. 10 وإذ كان ملك مصر يعنتهم بالأثقال ويستعبدهم في بناء مدنه بالطين واللبن صرخوا إلى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة. 11 وبعد أن طردهم المصريون من أرضهم وكفت الضربة عنهم أرادوا إمساكهم ليردوهم إلى عبوديتهم. 12 وفيما هم هاربون فلق لهم اله السماء البحر وجمدت المياه من الجانبين فعبروا على حضيض البحر على اليبس. 13 وتعقبهم هناك جيش المصريين بلا عدد فغمرتهم المياه حتى لم يبق منهم أحد يخبر أعقابهم. 14 فخرجوا من البحر الأحمر ونزلوا برية جبل سيناء حيث لم يكن يقدر أن يسكن إنسان ولا يستريح ابن بشر. 15 وهناك حولت لهم ينابيع المياه المرة عذبة ليشربوا ورزقوا طعاماً من السماء مدة أربعين سنة. 16 وحيثما دخلوا بلا قوس ولا سهم ولا ترس ولا سيف قاتل إلههم عنهم وظفر. 17 ولم يكن من يستهين بهؤلاء الشعب إلا إذا تركوا عبادة الرب إلههم. 18 فكانوا كلما عبدوا غير إلههم اسلموا للغنيمة والسيف والعار. 19 وكلما تابوا عن تركهم عبادة إلههم أتاهم اله السماء قوة للمدافعة. 20 فكسروا أمامهم ملوك الكنعانيين واليبوسيين والفرزيين والحثيين والحويين والاموريين وجميع الجبابرة الذين في حشبون واستحوذوا على أراضيهم ومدائنهم.  21 وكانوا ما داموا لا يخطأون أمام إلههم يصيبهم خير لأن إلههم يبغض الإثم. 22 فلما أن حادوا قبل هذه السنين عن الطريق التي أمرهم الله أن يسلكوها انكسروا في الحروب أمام شعوب كثيرة وجلي كثيرون منهم إلى ارض غير أرضهم. 23 غير انهم من عهد قريب قد تابوا إلى الرب إلههم واجتمعوا من شتاتهم حيث تبددوا وصعدوا إلى هذه الجبال كلها وعادوا فتملكوا في أورشليم حيث أقداسهم. 24 والآن يا سيدي انظر فان كان لأولئك الشعب إثم أمام إلههم فلنصعد إليهم لأن إلههم يسلمهم إليك ويستعبدون تحت نير سلطانك. 25 وأن لم يكن لأولئك الشعب إثم أمام إلههم فلا طاقة لنا بهم لان إلههم يدافع عنهم فنكون عاراً على جميع وجه الأرض. 26 فلما فرغ احيور من هذا الكلام غضب جميع عظماء أليفانا وهموا بقتله قائلين بعضهم لبعض. 27 من يقول أن لبني إسرائيل طاقة بمقاومة الملك نبوكد نصر وجيوشه وهم قوم لا سلاح لهم ولا قوة ولا لهم خبرة في أمر الحرب. 28 فلكي يعلم احيور انه إنما يخادعنا نصعد الآن إلى الجبال وإذا اخذ جبابرتهم فحينئذ نجعله موردا للسيف أيضاً معهم. 29 حتى تعلم كل أمة أن نبوكد نصر هو إله الأرض ولا اله غيره."

الآيات (1-4): إبليس يستهين بأولاد الله في ضعفهم الظاهري، ناسياً قوة الله التي تساندهم، كما إستهان جليات بداود. جليات الجبار بدون الله صار ضعيفاً وداود بالله صار جباراً.

الآيات (5-8): أحيور= شاهد للحق بالرغم من خوفه من أليفانا. هم من نسل الكلدانيين= فإبراهيم كان من العراق.

الآيات (17-23): اجتمعوا من شتاتهم= ربما عاد بعض من الأسباط العشرة إلى أرض إسرائيل مع ضعف أشور.

الآيات (24-25): شهادة في منتهى القوة لله بلا خوف من أليفانا. ولاحظ أن الله لا يتخلى عن شعبه إلاّ بسبب الخطية. أما الشعب إذا كان بلا خطية فهم جبابرة بالله.

الآيات (26-29): نصعد الآن على الجبال وإذا أخذ جبابرتهم= نصعد لنقتل جبابرة اليهود.

ملاحظة: كثيراً ما يرسل الله لنا صوته عن طريق أي شخص مثل أحيور ونرفض صوت الله بقساوة وكبرياء قلب، حينئذ تكون الخسارة كبيرة جداً.