الإصحاح السابع

 

آية (1):- " 1فَجَاءَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. "

وليمة إستير تشير لوليمة الصليب التى يشرب فيها الملك بفرح إذ أنقذ خاصته فصاروا له أبناء وفى ذات الوليمة شرب الشيطان (هامان) من كأس غضب الله لأعماله الشريرة.

 

آية (2):- " 2فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَيْضًا عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: «مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى».  "

إذ سر الملك بإستير وشرب من محبتها، نجده هنا يناديها بإسمها ويسألها أن تطلب ولو إلى نصف مملكته، إذ حسبها له وشريكة معه فى مجده بل يسميها الملكة ليذكرها بمركزها الملوكى فمن حقها أن تطلب بدالة وجرأة وهذه مشاعر الله نحونا  يو 24:16.

 

الأيات (3-4):-" 3فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ وَقَالَتْ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي، وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي. 4لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَالْقَتْلِ وَالإِبَادَةِ. وَلَوْ بِعْنَا عَبِيدًا وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، مَعَ أَنَّ الْعَدُوَّ لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ الْمَلِكِ». "

طريقة إستير فى عرضها لقضيتها كانت مؤثرة جداً فى الملك الذى يحبها جداً إذ هى فاجأته 1- بأن حياتها وهى محبوبته معرضة للخطر

2      - حياة شعب بأكمله هو شعبها معرضة للخطر

        3 - هى لا تطلب سوى أن تعيش ولا تقتل هى وشعبها.

ولقد تعجب الملك من يجسر أن يقتل الملكة زوجته ومحبوبته هى وشعبها وأصدقائها. وكلمات إستير كانت تكرار للكلمات التى وضعها هامان فى القرار الذى وقعه الملك وللهلاك والقتل والإبادة. وإستير فى طلبها عن شعبها كانت رمزاً للكنيسة الأم حين تطلب عن شعبها وكل أبنائها. وكما صامت إستير هكذا تصوم الكنيسة وتصلى عن شعبها.

 

آية (5):- " 5فَتَكَلمَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ وَقَالَ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ: «مَنْ هُوَ؟ وَأَيْنَ هُوَ هذَا الَّذِي يَتَجَاسَرُ بِقَلْبِهِ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ هكَذَا؟» "

قول الملك من يتجاسر أن يفعل هذا يدل أنه حين وقع أمر إبادة اليهود كان فى حالة من عدم الإدراك ملهياً بملذاته واكله وشربه وكان هذا عنده أهم من حياة مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال.

 

آية (6):- " 6فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «هُوَ رَجُلٌ خَصْمٌ وَعَدُوٌّ، هذَا هَامَانُ الرَّدِيءُ». فَارْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ.  "

هنا إستير تفضح هامان الردىء الخصم فوليمة الصليب كانت خلاصاً للكنيسة (أستير) وفضيحة للشيطان (إبليس رمزه هامان) كو 15:2. فإرتاع هامان = هذا ما حدث لإبليس.

 

آية (7):- " 7فَقَامَ الْمَلِكُ بِغَيْظِهِ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ إِلَى جَنَّةِ الْقَصْرِ. وَوَقَفَ هَامَانُ لِيَتَوَسَّلَ عَنْ نَفْسِهِ إِلَى أَسْتِيرَ الْمَلِكَة، لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ."

 

الأيات (8-9):-" 8وَلَمَّا رَجَعَ الْمَلِكُ مِنْ جَنَّةِ الْقَصْرِ إِلَى بَيْتِ شُرْبِ الْخَمْرِ، وَهَامَانُ مُتَوَاقِعٌ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَتْ أَسْتِيرُ عَلَيْهِ، قَالَ الْمَلِكُ: «هَلْ أَيْضًا يَكْبِسُ الْمَلِكَةَ مَعي فِي الْبَيْتِ؟» وَلَمَّا خَرَجَتِ الْكَلِمَةُ مِنْ فَمِ الْمَلِكِ غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ. 9فَقَالَ حَرْبُونَا، وَاحِدٌ مِنَ الْخِصْيَانِ الَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ: «هُوَذَا الْخَشَبَةُ أَيْضًا الَّتِي عَمِلَهَا هَامَانُ لِمُرْدَخَايَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِالْخَيْرِ نَحْوَ الْمَلِكِ قَائِمَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا». فَقَالَ الْمَلِكُ: «اصْلِبُوهُ عَلَيْهَا»."

إنطراح هامان امام إستير، هو إنطراح إبليس تحت قدمى المخلص وتحت أقدام كنيسته التى أعطاها المخلص سلطاناً أن تدوس على الحيات والعقارب. وقد خرج الملك إلى حديقة القصر وكانت مشاعره أولاً هى مشاعر تعجب مما سمع وتحولت لمشاعر غيظ من نفسه لأنه إنساق وراء هذا المخادع فخدعه ومن هامان لأنه خدعه، وكان يفكر فيما هو واجب عليه الآن وماذا يعمل. ثم دخل فوجد هامان منطرحاً أمام الملكة فشك الملك فى أنه يريد بها شراً = يكبس الملكة معى فى البيت = ربما ظن أنه يريد قتلها. ومن المؤكد فإن هامان فى رعبه ما كان يمكنه أن يفعل هذا ولكن كل تصرف من هامان الآن أصبح موضع شك. وكانت كلمات الملك فى ثورته مؤشراً للواقفين أنه حكم عليه بالموت لذلك غطوا وجهه إستعداداً لقتله بل هو صُلب على ذات الخشبة التى أعدها لمردخاى، منتهى العدل (أم 8:11).

 

آية (10):- " 10فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ سَكَنَ غَضَبُ الْمَلِكِ."