الإصحاح السادس عشر

 

الآيات (1-24):- "1من ارتحششتا العظيم المالك من الهند إلى الحبشة إلى القواد والرؤساء في المئة والسبعة والعشرين إقليما التي في طاعتنا سلام. 2 أن كثيرين يسيئون اتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون. 3 ويجتهدون لا أن يظلموا رعية الملوك فقط ولكن إذ لا يحسنون تحمل المجد الممنوح لهم يتآمرون على الذين منحوه لهم.

4 ولا يكتفون بان لا يشكروا على الإنعام وان ينابذوا الحقوق الإنسانية بل يتوهمون انهم يستطيعون أن يفروا من قضاء الله المطلع على كل شيء. 5 وقد بلغ من حماقتهم انهم يحاولون بمكايد أكاذيبهم أن يسقطوا الذين سلمت إليهم المناصب وهم يجرونها بالتحري ويفعلون كل ما يستأهلون به شكر الجميع. 6 ويخدعوا باحتيال مكرهم مسامع الرؤساء السليمة الذين يقيسون طباع غيرهم على طباعهم. 7 وهذا أمر مختبر من التواريخ القديمة ومما يحدث كل يوم أن دسائس البعض تفسد خواطر الملوك الصالحة. 8 فلذلك ينبغي أن ينظر في سلم جميع الأقاليم. 9 فلا ينبغي أن يظن أننا نأمر بأشياء متباينة عن خفة عقل بل ذلك ناشئ عن اختلاف الأزمنة وضروراتها التي حملتنا على إبراز الحكم بحسب مقتضى نفع الجميع. 10 ولكي تفهموا كلامنا بأوضح بيانا فان هامان بن همداتا الذي هو مكدوني جنسا ومشربا وهو غريب عن دم الفرس وقد فضح رحمتنا بقساوته بعد أن أويناه غريبا. 11 وبعدما احسنا إليه حتى كان يدعى أبا لنا وكان الجميع يسجدون له سجودهم لثنيان الملك. 12 قد بلغ من شدة عتوه انه اجتهد أن يسلبنا الملك والحياة.   13 لأنه سعى بدسائس جديدة لم تسمع بإهلاك مردكاي الذي إنما نحن في الحياة من أمانته وإحسانه وبإهلاك قرينة ملكنا إستير وسائر شعبها. 14 وكان في نفسه انه بعد قتلهم يترصد لنا في خلوتنا ويحول مملكة الفرس إلى المكدونيين. 15 ونحن لم نجد قط ذنبا في اليهود المقضي عليهم بالموت بقضاء اخبث البشر بل بعكس ذلك وجدنا أن لهم سننا عادلة. 16 وهم بنو الله العلي العظيم الحي إلى الأبد الذي بإحسانه سلم الملك إلى آبائنا والينا وما برح محفوظا إلى اليوم. 17 وحيث ذلك فاعلموا أن الرسائل التي وجهها باسمنا هي باطلة. 18 وبسبب تلك الجريمة قد علق أمام أبواب هذه المدينة شوشن هو صاحب تلك المؤامرة وجميع أنسبائه على خشبات فنال بذلك جزاء ما استحق من قبل الله لا من قبلنا. 19 فليعلن هذا الأمر الذي نحن منفذوه الآن في جميع المدن ليباح لليهود ان يعملوا بسننهم.

20 وينبغي لكم ان تعضدوهم حتى يستمكنوا من قتل الذين كانوا متأهبين لقتلهم في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر الذي يدعى آذار. 21 فان ذلك اليوم الذي كان لهم يوم حزن ونحيب قد حوله لهم الله القدير إلى فرح. 22 وانتم أيضاً فانظموا هذا اليوم بين سائر أيام الأعياد الأخرى وعيدوه بكل فرح حتى يعلم فيما بعد. 23 أن كل من يطيع الفرس بأمانة يثاب على أمانته ثوابا وافيا ومن يرصد لملكهم يهلك بجنايته.

 24 وكل إقليم أو مدينة يأبى أن يشترك في هذا العيد فليهلك بالسيف والنار لا الناس فقط بل البهائم أيضا ليكون إلى الأبد عبرة للاستخفاف والعصيان."

هامان بن همداثا الذي هو مكدوني جنساً ومشرباً هو غريب عن دم الفرس= ويقول في (إس1:3) أنه أجاجي. والسبب بسيط أن ألد أعداء هذا الملك هم المكدونيين الذين هزموه، لذلك وكأنه يشتم هامان ويهينه قال عنه أنه مكدوني غريب عن دم الفرس. وتشير لأنه يتهمه بأنه خائن وجاسوس يريد قتله ليسلم الملك للمكدونيين (14).

ملاحظات:

1.  في (5:12) يقول أن الملك أمر بهبات لمردخاي ولكن في (3:6) يقول غلمان الملك "لم يعمل معه شئ" (والمعنى ما حصل عليه هو شئ تافه بجانب ما قدمه الملك.

2.    حلم مردخاي كان في السنة الثانية من ملك أرتحشستا (2:11) لكن إستير أخذت لبيت الملك في السنة السابعة (16:2).

في (5:12) نجد مردخاي يطلع الملك على المؤامرة. وفي (إس21:2-23) نجد أن إستير هي التي أبلغت الملك. والحل بسيط فمردخاي أبلغ إستير وإستير أبلغت الملك.