الإصحاح الخامس والثلاثون

 

الآيات (1-13):- "1 من حفظ الشريعة فقد قدم ذبائح كثيرة. 2 من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص. 3ومن اقلع عن الإثم فقد ذبح ذبيحة الخطيئة وكفر ذنوبه. 4 من قدم السميذ فقد وفى بالشكر ومن تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد. 5 مرضاة الرب الاقتلاع عن الشر وتكفير الذنوب الرجوع عن الإثم. 6 لا تحضر أمام الرب فارغا. 7 فان هذه كلها تجرى طاعة للوصية. 8 تقدمة الصديق تدسم المذبح ورائحتها طيبة أمام العلي. 9 ذبيحة الرجل الصديق مرضية وذكرها لا ينسى. 10 مجد الرب عن قرة عين ولا تنقص من بواكير يديك. 11 كن متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح. 12 أعط العلي على حسب عطيته وقدم كسب يدك عن قرة عين. 13 فان الرب مكافئ فيكافئك سبعة أضعاف."

حفظ الشريعة وتنفيذ الوصية والتوبة والصدقة للمحتاج، هذا هو المقبول عند الله أكثر من الذبائح التي يصاحبها قلب أثيم، أما التقي الصديق فذبيحته مرضية أمام الله (9) فربما فقير ليس لديه ليقدم ذبيحة، هذا تكون تقواه كأنها ذبيحة.

في (2) ذبيحة الخلاص= هي ذبيحة السلامة (راجع سفر اللاويين). وفي (3) من قدم توبة فكأنه ذبح ذبيحة خطية. ولكن ليس معنى هذا أنه لا أهمية للعطايا. فالحكيم يقول لا تحضر أمام الرب فارغاً (6) ولكن تعبر عن شكرك لله قدم السميذ وتصدق (4). فالعطايا للكنيسة وللفقراء تُجرى طاعة للوصية (7). وإذا أعطيت الله فبسرور= عن قرة عين، وعطاياك لا تجعلك تنقص من بواكير يديك. فالله أعطاك. فإعط العلي على حسب عطيته. وثق فالله سيكافئك فالله لا يبقي مدينوناً لأحد. في (8) تدسم المذبح= تجعل العطايا أو الذبائح دسمة والمقصود أن الله يفرح بها، فالله يفرح حقيقة بقداسة الناس. ويفرح بأن يقدموا لله عن فرح وليس بتغصب. على أن من يبدأ بالتغصب ويرى بركة الله سيعطى بعد ذلك بفرح.

عموماً فالتقدمات والعشور والبكور، كل هذا تحتاجه الكنيسة في نفقاتها ومرتبات خدامها لذلك هو شئ مطلوب بجانب التوبة والقداسة.

 

الآيات (14-26):- "14 لا تقدم هدايا بها عيب فان الرب لا يقبلها. 15 ولا تعتمد على ذبيحة أثيمة فان الرب ديان ولا يلتفت إلى كرامة الوجوه. 16 لا يحابي الوجوه في حكم الفقير بل يستجيب صلاة المظلوم. 17 لا يهمل اليتيم المتضرع إليه ولا الأرملة إذا سكبت شكواها. 18أليست دموع الأرملة تسيل على خديها أما هي صراخ على الذي أسالها. 19 أنها من خديها تصعد إلى السماء والرب المستجيب لا يتلذذ بها. 20 أن المتعبد يقبل بمرضاة وصلاته تبلغ إلى الغيوم. 21 صلاة المتواضع تنفذ الغيوم ولا تستقر حتى تصل ولا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء. 22 فالرب لا يبطئ ولا يطيل أناته عليهم حتى يحطم صلب الذين لا رحمة فيهم. 23 وينتقم من الأمم حتى يمحو قوم المتجبرين ويحطم صوالجة الظالمين. 24 حتى يكافئ الإنسان على حسب أفعاله ويجزي البشر بأعمالهم على حسب نياتهم. 25 حتى يجري الحكم لشعبه ويفرج عنهم برحمته. 26 الرحمة تجمل في أوان الضيق كسحاب المطر في أوان القحط."

لا يليق أن نقدم هدية بها عيب لإنسان في العالم، فكم وكم حين نقدم لله (ملا8:1) وفي (15) يقول الحكيم لا تعتمد على ذبيحة أثيمة= [1] مصدرها ظلم [2] مصدرها خطية. فالله لن يقبل الظالم مهما كان مركزه، فالله رفض ملكاً (آخاب) لظلمه رجلاً فقيراً (نابوت اليزرعيلي) ويستجيب الله صلاة المظلوم واليتيم والأرملة. بل يعتبر أن الدموع التي تسيل على خد الأرملة صراخٌ يصعد إليه في السماء. والله لا يتلذذ بهذه الدموع، أي لا يحتملها بل هي تغيظه، فينتقم لهذه المظلومة. وليس كل من يتعبد يقبله الله، بل إن المتعبد يُقبل بمرضاة أي لو كانت تصرفاته ترضي الله، في هذه الحالة فإن صلاته تبلغ إلى الغيوم= تصل للسماء وصلاة المتواضع لها درجة أعلى فهي تنفذ الغيوم بل لا تستقر حتى تصل بل لا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء للمظلوم. والرب لا يبطئ.. وينتقم .. ويحطم صوالجة جمع صولجان، أي حتى الملوك الظالمين ينتقم منهم الله. فالله يحب أن يستجيب للمسكين ولكن للمسكين المنسحق وليس المسكين ذو القلب المتعجرف المتذمر على الله، وهذا معنى صلاة المتواضع (21). وكونه يذكر الصوالجة= فهذا إشارة لأن الله ينتقم ليس من الأفراد فقط بل من الملوك الظالمين لشعبه. ويشبه رحمة الله بسحاب المطر في أوان القحط.