الإصحاح الرابع والثلاثون

 

لم يسجل تاريخ هذا الإصحاح وما بعده، وربما كان تاريخهم بعد خراب أورشليم ليفسر أسباب هذا الخراب وليعطى رجاء فى المستقبل. ومن ضمن أسباب الخراب إهمال وأنانية الرعاة الذين لم يكونوا رقباء ينذرون الشعب ولا إهتموا بخلاص نفوس الرعية، بل كان كل ما إهتموا به هو كيف يستفيدوا من هذا الشعب مادياً وتمتلئ جيوبهم. لذلك قال السيد المسيح "الذين أتوا من قبلى هم سراق ولصوص" وهم أجراء يهتمون بالأجر ولكن قلبهم ليس على رعيتهم. ويا ويل أمة شعبها خاطئ وكهنتها بهذا الوصف، لهذا خربت يهوذا. ولكن من المعزى أنه فى هذا الإصحاح نسمع وعد بمجئ المسيح الراعى الحقيقى والراعى الصالح للخراف (قارن مع يو 10)

 

آية (1):- " 1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: "

 

آية (2):- " 2«يَا ابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ، تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعَاةِ: وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ الْغَنَمَ؟"

يرعون أنفسهم = يهتموا بما يعود عليهم من نفع مادى ومعنوى وليس بالشعب

 

آية (3):- " 3تَأْكُلُونَ الشَّحْمَ، وَتَلْبَسُونَ الصُّوفَ وَتَذْبَحُونَ السَّمِينَ، وَلاَ تَرْعَوْنَ الْغَنَمَ."

الراعى يشرب لبن خرافه، وهذا يعنى أن يكتفى من شعبه بأن يكون فى مستوى مادى معقول. لكن ليس أن يذبح السمين = يأخذوا أجود ما عند الشعب.

 

آية (4):- " 4الْمَرِيضُ لَمْ تُقَوُّوهُ، وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ، وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ، وَالْمَطْرُودُ لَمْ تَسْتَرِدُّوهُ، وَالضَّالُّ لَمْ تَطْلُبُوهُ، بَلْ بِشِدَّةٍ وَبِعُنْفٍ تَسَلَّطْتُمْ عَلَيْهِمْ."

هم يطلبون الأغنياء لمصلحتهم الخاصة، فلماذا يطلبون المرضى والضعفاء، وعدم

إهتمامهم بهؤلاء الضعفاء الفقراء جعلهم يتشتتون.

 

الآيات (5-7):- "5فَتَشَتَّتَتْ بِلاَ رَاعٍ وَصَارَتْ مَأْكَلاً لِجَمِيعِ وُحُوشِ الْحَقْلِ، وَتَشَتَّتَتْ. 6ضَلَّتْ غَنَمِي فِي كُلِّ الْجِبَالِ، وَعَلَى كُلِّ تَلّ عَال، وَعَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ. تَشَتَّتَتْ غَنَمِي وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يَسْأَلُ أَوْ يُفَتِّشُ. 7«فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ: "

 

آية (8):- " 8حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ غَنَمِي صَارَتْ غَنِيمَةً وَ صَارَتْ غَنَمِي مَأْكَلاً لِكُلِّ وَحْشِ الْحَقْلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي، "

عادت فى هذا الإصحاح نغمة حلوة فالله يقول غنمى. ويدين الرعاة الذين لا يرعونهم

 

آية (9):- "9فَلِذلِكَ أَيُّهَا الرُّعَاةُ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ:  "

 

آية (10):- " 10هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَى الرُّعَاةِ وَأَطْلُبُ غَنَمِي مِنْ يَدِهِمْ، وَأَكُفُّهُمْ عَنْ رَعْيِ الْغَنَمِ، وَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ، فَأُخَلِّصُ غَنَمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً. "

اكفهم عن رعى الغنم = هذا يعنى أنتهاء الكهنوت اليهودى طالما المسيح الكاهن الأعظم قد أتى. والله سيطلب قطيعه ليرعاه هو بنفسه. أما هؤلاء الأجراء فلن يرعوا حتى أنفسهم فالمسيح راعى الكل

 

الآيات (11-12):- " 11لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. 12كَمَا يَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ فِي وَسْطِ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ. "

 

آية (13):- " 13وَأُخْرِجُهَا مِنَ الشُّعُوبِ وَأَجْمَعُهَا مِنَ الأَرَاضِي، وَآتِي بِهَا إِلَى أَرْضِهَا وَأَرْعَاهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَفِي الأَوْدِيَةِ وَفِي جَمِيعِ مَسَاكِنِ الأَرْضِ. "

نبوة عن أن الكنيسة التى سيرعاها المسيح ستكون فى إسرائيل وفى كل الأرض

 

آية (14):- " 14أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى جَيِّدٍ، وَيَكُونُ مَرَاحُهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِيَةِ. هُنَالِكَ تَرْبُضُ فِي مَرَاحٍ حَسَنٍ، وَفِي مَرْعًى دَسِمٍ يَرْعَوْنَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ. "

جبال إسرائيل العالية = تشير لعلو وسمو الكنيسة المرتفعة عن الأرضيات وأبوها سماوى وسيرتها هى فى السماويات فى 3 : 20.

 

آية (15):- " 15أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ."

 

آية (16):- " 16وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل. "       

سأبيد السمين القوى = تعنى من كان له راحة وعاش فى الخطية يشربها كالماء، هذا لن يرعاه الله.

 

آية (17):- " 17وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ. "

أحكم بين شاة وشاة = الله هو وحده الذى يستطيع أن يميز بين السمين القوى والخروف الضال

 

الآيات (18-19):- " 18أَهُوَ صَغِيرٌ عِنْدَكُمْ أَنْ تَرْعَوْا الْمَرْعَى الْجَيِّدَ، وَبَقِيَّةُ مَرَاعِيكُمْ تَدُوسُونَهَا بِأَرْجُلِكُمْ، وَأَنْ تَشْرَبُوا مِنَ الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَالْبَقِيَّةُ تُكَدِّرُونَهَا بِأَقْدَامِكُمْ؟ 19وَغَنَمِي تَرْعَى مِنْ دَوْسِ أَقْدَامِكُمْ، وَتَشْرَبُ مِنْ كَدَرِ أَرْجُلِكُمْ!"

الله أعطى المياه العميقة = أى فهمم كتب الله وأسراره ومحبته وهذا يعلنه الله لخدامه ليشرحوه لشعبه، والخدام هم خدام المصالحة، عليهم أن يصالحوا الشعب مع

الله 2كو 5 : 18. إذاً على الخدام أن يشربوا من المياه العميقة (هى عميقة لأنه مهما حاول الخادم أن يدرك عمقها لن يستطيع، لن يستطيع أحد أن يدرك عمق محبة الله) ويعطوا الآخرين ليشربوا. أن يسمعوا ويفهموا ويفرحوا من نعم الله لهم، ثم يعطوا ويعلموا ويقودوا شعبهم. ولكنهم بتصرفاتهم لوثوا المياه وقدموا لشعبهم معلومات ملوثة،

وهذه تعنى :-

    1-            إما إهمال تعليم الفقراء، وكلموهم بأى كلام، وبدون إهتمام.

    2-            بمحبتهم الضعيفة وإحتقارهم للفقراء أعطوا صورة رديئة للناس عن الله

ترعوا المرعى الجيد = أى ما يأتى منه عائد مادى كبير. وبقية مراعيكم تدوسونها أى يحتقروا الفقراء. ولنلاحظ أن الناس ترى فى الخدام صورة لله. والله يقول = أصغير عندكم هذا = فحتى لو كان صغير عندكم، فهو عندى شئ أثيم جداً سأنتقم منكم بسببه

 

آية (20):- " 20« لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لَهُمْ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ الشَّاةِ السَّمِينَةِ وَالشَّاةِ الْمَهْزُولَةِ. "

 

آية (21):- " 21لأَنَّكُمْ بَهَزْتُمْ بِالْجَنْبِ وَالْكَتِفِ، وَنَطَحْتُمُ الْمَرِيضَةَ بِقُرُونِكُمْ حَتَّى شَتَّتْتُمُوهَا إِلَى خَارِجٍ."     

بهزتم = دفعتم جانباً الضعفاء ولم تشفقوا عليهم (كما فعل الكتبة والفريسيين)

 

آية (22):- "22فَأُخَلِّصُ غَنَمِي فَلاَ تَكُونُ مِنْ بَعْدُ غَنِيمَةً، وَأَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ.  "

 

آية (23):- " 23وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رَاعِيًا وَاحِدًا فَيَرْعَاهَا عَبْدِي دَاوُدُ، هُوَ يَرْعَاهَا وَهُوَ يَكُونُ لَهَا رَاعِيًا. "

عبدى داود = هو الراعى الحقيقى المسيح إبن داود. الذى قلبه حسب قلب الله. راعياً واحداً = فالمسيح الذى جعل الإثنين واحداً أف 2 : 14. فما عاد هناك قطيعين أو

دولتين. الكنيسة هى كنيسة واحدة، كما كانت إسرائيل دولة واحدة أيام داود.

 

آية (24):- "24وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسًا فِي وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ.  "

 

الآيات (25-31):- " 25وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، وَأَنْزِعُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ، فَيَسْكُنُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ مُطْمَئِنِّينَ وَيَنَامُونَ فِي الْوُعُورِ. 26وَأَجْعَلُهُمْ وَمَا حَوْلَ أَكَمَتِي بَرَكَةً، وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ. 27وَتُعْطِي شَجَرَةُ الْحَقْلِ ثَمَرَتَهَا، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَيَكُونُونَ آمِنِينَ فِي أَرْضِهِمْ، وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ عِنْدَ تَكْسِيرِي رُبُطَ نِيرِهِمْ، وَإِذَا أَنْقَذْتُهُمْ مِنْ يَدِ الَّذِينَ اسْتَعْبَدُوهُمْ. 28فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ، وَلاَ يَأْكُلُهُمْ وَحْشُ الأَرْضِ، بَلْ يَسْكُنُونَ آمِنِينَ وَلاَ مُخِيفٌ. 29وَأُقِيمُ لَهُمْ غَرْسًا لِصِيتٍ فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ مَفْنِيِّي الْجُوعِ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يَحْمِلُونَ بَعْدُ تَعْيِيرَ الأُمَمِ. 30فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُمْ شَعْبِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 31وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، غَنَمُ مَرْعَايَ، أُنَاسٌ أَنْتُمْ. أَنَا إِلهُكُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»."

المسيح ملك السلام أقام سلاماً بين السمائيين والأرضيين وبين الله والإنسان وبين الإنسان والإنسان = وأقيم معهم عهد سلام. وسينزع الوحوش الرديئة = يقيد إبليس بسلسلة

 رؤ 20 : 1 – 3. وأنزل عليهم المطر أى يفيض الله على شعبه من نعمته. وأكبر نعمة أن يسكن فينا روحه القدوس ومن يسكن فيه الروح القدس يكون كشجرة مغروسة على المياه = تعطى ثمرها إشارة لثمار الروح غل 5 : 22، 23. والمسيح كسر نيرنا مع الشيطان لذلك قال إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً يو 8 : 36 = تكسيرى ربط نيرهم. وحين يسود المسيح علينا كرئيس ويملك علينا لن يجرؤ شيطان = الأمم أن يغتنمنا غرساً لصيت = هو المسيح غصن البر (أر 23 : 5) الذى له إسم فوق كل إسم فى 2 : 9 ويعلمون إنى أنا الرب إلههم = أى كفايتهم وسلامهم وقوتهم وحريتهم وكل شئ لهم. أناس أنتم = بهذا نفهم أن الغنم هم شعب الله.