الأصحاح العاشر

عظمة مردخاي 

قدم لنا هذا الأصحاح صورة عن عظمة أحشويروش الذي خضعت له كور كثيرة تقدم له الجزية، وكان الرجل الثاني مردخاي "عظيمًا بين اليهود ومقبولاً عند كثرة إخوته طالبًا الخير لشعبه ومتكلمًا بالسلام لكل نسله" [3]. وكان سرّ عظمته هو إتساع قلبه بالحب لإخوته، وحديثه بالسلام من أجل أولاده. لقد صار سرّ بركة لجيلة وللأجيال المقبلة خلال محبته الفائقة.

إن كان الشعب كله قد تمجد بخلاصه من العدو، فمردخاي وهو لا يطلب ما لنفسه بل ما للآخرين تمجد أكثر فأكثر.

وفي تتمة أستير يكمل هذا الأصحاح باستعراض حلم مردخاي الذي فيه أكد الله له أنه يعمل به وبأستير لخلاص إخوتهما، وقد سبق لنا الحديث عن هذا الحلم.

إلهنا الصالح الذي أعطى لأستير ومردخاي نعمة الفم المفتوح والقلب المتسع بالحب من أجل إخوتها يفتح قلوبنا لبنيان كل نفس لمجد الله!

"4 وقال مردكاي أن هذا كله إنما كان من قبل الله. 5 وقد ذكرت حلما رايته يشير إلي ذلك فلم يسقط منه شيء. 6 ينبوع صغير ازداد فصار نهرا ثم انقلب فصار نورا وشمسا وفاض بمياه كثيرة فهذا هو إستير التي اتخذها الملك زوجة وشاء أن تكون ملكة. 7 والتنينان أنا وهامان. 8 والأمم المجتمعون هم الذين طلبوا أن يمحوا اسم اليهود. 9 وشعبي هو إسرائيل الذي صرخ إلى الرب فأنقذ الرب شعبه وخلصنا من جميع الشرور وصنع آيات عظيمة ومعجزات في الأمم. 10 وأمر أن يكون سهمان أحدهما لشعب الله والآخر لجميع الأمم. 11 فبرز السهمان أمام الله في اليوم المسمى منذ ذلك الزمان لجميع الأمم. 12 وذكر الرب شعبه ورحم ميراثه. 13 لذلك يحفظ هذان اليومان من شهر آذار اليوم الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر بكل غيرة وفرح فيجتمع الشعب جماعة واحدة في كل أجيال شعب إسرائيل فيما بعد."

بعد الأحداث التي حدثت والمذكورة خلال السفر يتذكر مردخاي أنه رأى حلماً، كشف الله له فيه ما سيحدث، وأن الله بسابق علمه يعلم ما سيحدث لشعبه وأنه يدبر له الخلاص. والخلاص هنا سيكون على يد امرأة ضعيفة هي إستير كما حدث هذا من قبل مع ياعيل ومع يهوديت. لكن الخلاص هو من الله وليس من بشر بدليل إعلان الله لهذا الخلاص قبل أن تحدث الأحداث نفسها. وفي هذا الإصحاح نسمع عن تفسير الحلم الذي رآه مردخاي.

ينبوع أصبح نهراً= هو إستير الفتاة الضعيفة التي بمعونة روح الله صارت مصدر خير وبركة وخلاص لشعبها. التنينان= [1] هامان لمكره وشره فالشيطان يعمل فيه [2] مردخاي لحكمته "كونوا حكماء كالحيات". هما قوتان متصارعتان واحدة للخير وأخرى للشر. من جملة أهل الجلاء= من نسل من تم سبيهم مع يكينا ملك يهوذا، ولم يرجع إلى يهوذا مع العائدين في العودة من السبي. ولنجاح هؤلاء حسدهم جيرانهم. وهنا نرى نجاح مردخاي في قصر الملك. صنع سهمان= أي نصيبين = نصيب لليهود ونصيب للأمم وإحتفلوا بهذا العيد على يومين. لكن هذا الخلاص كان رمزاً للخلاص بالمسيح وهذا لليهود كما هو للأمم لذلك قال نصيبين فكلاهما يحتفل بالخلاص.