"ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله، إذاً نقوا أنفسكم من الخمير العتيق..
فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء"( أف 15:5)
 
   غار شاول الملك من داود، وأراد قتله، لكي لايملك بعده فطارده في البرية، وفي أحد الأيام أثناء مطاردة شاول لداود دخل شاول منفرداً أحد الكهوف، ونام ولم يدر أن داود مختبأ داخل أعماق الكهف؛ ففرح رجال داود قائلين له:"هذا هو اليوم الذي قال لك عنه الرب أنه يدفع عدوك في يدك"...

   وتسلل داود وقام وقطع طرف جبة شاول، ورجع إلى موضعه ولكنه أدرك أنه أخطأ بمد يده إلى شاول لأنه الملك الممسوح من قبل الرب.. لقد ظهرت محبة داود لله بحرصه على عدم فعل الخطيئة، وعدم التساهل مع الخطأ حتى ولو بدا بسيطاً، ولإحساسه ببشاعة الخطية لم يلتمس لنفسه أعذاراً ليريح ضميره على قطعه لقطعة قماش من طرف جبة شاول، وقد وصف الكتاب المقدس شدة ألم ضميره قائلا: "وضربه قلبه"، ولم يقبل داود أيضًا أي مبررات لقتل شاول الذي كان يطارده بلا سبب، لأن من يحيا حياة التدقيق لايبرر أخطاءه بالأعذار الكثيرة.

    إن الخطيئة حتى ولو بدت صغيرة تفسد حياة الإنسان الروحية، لأنها مدخل لخطايا أخرى كثيرة، ولذلك شبه الكتاب المقدس خطايا اللسان بالنار القليلة التي تحرق كل شيء أمامها.. وشبه أيضاً الخطايا الصغيرة بالثعالب الصغيرة التي تتسلل إلى حقول الكروم وتتلفها، وأيضاً بالخميرة الصغيرة التي رغم صغرها يمكنها أن تخمر العجين كله!!!

أخي.. أختي:

    جاهد مدققاً في كل تصرف، وكل كلمة تقولها، وفيما تسمعه، وتنظره، ولاتتساهل مع الخطيئة مبرراً لنفسك الخطأ، ولاتنسى أنك ستعطي حساباً عن كل تصرف خاطىء.