(إذاً يا أحبائي، كما أطعتم كل حين، ليس كما في حضوري فقط؛ بل الآن بالأولى تمموا خلاصكم بخوف ورعدة... افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة"(في2: 12-14"

  
نزل يوآش ملك إسرائيل ليزور إليشع في مرضه فقال له إليشع:"خذ قوساً وسهاماً".. ثم قال له:"ركب يدك على القوس" فركب يده، ثم وضع إليشع يده على يدي الملك وقال افتح الكوة لجهة الشرق ففتحها فقال إليشع: ارم فرمى فقال سهم خلاص للرب وسهم خلاص من آرام.. فإنك تضرب آرام في أفيق إلى الفناء"(2مل  13 :  17).. ثم قال:"خذ السهام" فأخذها. ثم قال لملك إسرائيل(يوآش):"اضرب على الأرض". فضرب ثلاث مرات ووقف. فغضب عليه رجل الله وقال:"لو ضربت خمس أو ست مرات، حينئذ ضربت آرام إلى الفناء.. وأما الآن فإنك إنما تضرب آرام ثلاث مرات"

   كان إليشع النبي رجل إيمان وكان مكرماً جداًّ في أعين الجميع لأن الله أعطاه نعمة عمل المعجزات الكثيرة، وكان الملك يعلم أن كل ما يقوله يكون.. ولما نزل الملك إليه في مرضه ليتبارك منه طلب إليشع منه أن يفعل كل مايقول له فأطاع الملك كل ما أمره به النبي، لكن الملك تهاون عندما قال له النبي اضرب على الأرض فضرب بتراخ ثلاث مرات وتوقف مع أن النبي لم يأمره بالتوقف؛ ففاتت عليه فرصة مؤكدة لإفناء مملكة آرآم التي تمثل أقوى وألد أعداء إسرائيل في ذلك الوقت.

   كان يجب على يوآش الطاعة بجدية مدفوعاً برغبة صادقة في التخلص من آرام، وكان يجب عليه الطاعة لرجل الله لأنه يعلم تماماً أن كل كلمة ينطقها إليشع هي بإلهام الروح القدس، فلا يكفي للإنسان الإيمان والثقة في قدرة الله وصدق وعوده ووصاياه فقط؛ بل عليه أن يطيع الله في كل أمر سواء كان مكتوباً في الإنجيل المقدس أو على فم رجال الله الموثوق فيهم، وقد شهد الكتاب عن طاعة القديسين، فأب الآباء إبراهيم عندما آمن بالله أطاع وخرج من وسط أهله إلى أرض لم يكن يعرف عنها شيئاً.. ولثقته في حب الله له لم يمسك ابنه الوحيد حبيبه إسحق عن الله؛  بل أطاع وذهب ليقدمه ذبيحة محرقة لله على جبل المرايا.. وما أكثر الذين فازوا بالنعم العظيمة لإطاعتهم أمر الرب يسوع، فلا ننسى على سبيل المثال الأعمى الذي وضع الرب على عينيه طيناً وأمره بالذهاب إلى بركة سلوام فذهب واغتسل كأمر الرب فأبصر.. وغيره وغيره... ممن أطاعوا فنالوا البركات لثقتهم العظيمة في شخص الرب يسوع..

أخي.. أختي:
  إن الطاعة من كل القلب هي الطريق الوحيد للفوز بأعظم البركات.. فهل تطيع وصايا الله بدقة؟ وهل تطيع نصائح وإرشادات أب اعترافك الذي تثق به وقد اخترته أباً ومرشداً لك؟ وما هو موقفك ممن تثق أنهم أكثر منك صلاحاً وخبرة ومعرفة؟ هل حقاًّ تقدر قيمة نصحهم لك ليتك تطيع من القلب بلا تراخ ودون مماطلة.