أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص!"(عب1: 14)

تعيد الكنيسة فى الثاني عشر من شهر بؤونة من كل عام وكل يوم ثاني عشر من كل شهر قبطي بتذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس جند الرب وبهذه المناسبة يقرأ فى القداس الإلهى لهذا اليوم قصة ظهور ملاك لكرنيليوس القائد فى جيش الرومان، وكيف أخبره هذا الملاك أن صلواته وصدقاته صعدت تذكاراً أمام الله وأمره الملاك أن يرسل إلى يافا رجالاً ويستدعي سمعان الملقب بطرس وقال له: "هو يقول لك ماذا ينبغى أن تفعل" فأرسل كرنيليوس واستدعى بطرس الرسول فحضر وبينما هو يبشره بيسوع قبل كرنيليوس الإيمان وحل الروح القدس عليه وعلى الحاضرين فقام القديس بطرس لوقته وعمده هو ومن له أجمعون.

الملائكة أرواح طاهرة يرسلها الله لخدمة البشر وهم يرفعون صلوات وصدقات الخائفين والمتقين الله والله -كما وعد- يذكر للإنسان كل تقدمة حب حتى كأس الماء البارد.

ولهذا أتى الملاك إلى كرنيليوس فرحاً يبشره قائلا له:"ياكرنيليوس صلواتك وصدقاتك صعدت تذكاراً أمام الله ..."لقد شهدت له الصعيدة التى رفعها الملاك أمام الله (الصلوات والصدقات)أنه تقي وخائف الله فذكره الله برحمته.

ترقب الملائكة بشغف الإنسان المجاهد التقي منتظرة أن تقدم له العون لتعينه على خلاص نفسه، وتعتقد كنيستنا أن كل إنسان مؤمن له ملاك حارس موكل بخدمتة، والقديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين من القديسين الذين أكدوا هذا الاعتقاد ففى يوم إثنين البصخة تقرأ الكنيسة عظة لهذا القديس يقول فيها: "كل إنسان ذكرً كان أو أنثى صغيراً أو كبيراً اعتمد باسم الآب والأبن والروح القدس قد جعل الله له ملاكاً موكلاً به إلى يوم وفاته ليصعد إليه كل يوم بأعمال الإنسان الموكل به، ليس لأن الله غير عارف بأعمالنا حاشا بل هو عارف بها أكثر إنما الملائكة هم خدام قد أقامهم خالق الكل من أجل المزمعين أن يرثوا الخلاص. إن الشيطان الشرير وجنوده الرديئة تحسد بنى البشر على كل نعمة وتتمنى الهلاك لجنس البشر. أما الملائكة القديسون فهم أرواح خيرة تفرح بكل عمل صالح يقدمه الإنسان وترجو خلاص خائفى الله الطالبين رضاه، ولهذا اتخذ اباؤنا الأقباط منذ زمن بعيد من عيد وتذكار الملاك الجليل ميخائيل فرصة لتقديم التقدمات وصنع الولائم لإخوة الرب وعمل الرحمة لكل محتاج لعل رئيس جند الرب ميخائيل يشفع فى ضعفنا فيذكرنا الله بمراحمه الكثيرة كما ذكر كرنيليوس.

أخى....أختى:

إن كنت تريد أن يذكرك الله بالرحمة ولا يعاملك كأعمالك فاحرص أن تفرح الملاك الموكل بخدمتك بتقديم الصوات النقية لله وبعمل الرحمة والخير مع الجميع كل يوم –حينئذ- سيضم الملاك صلواته إلى صلواتك وسيتقدم بفرح طالباً عنك أمام عرش النعمة .