"أفأستعطف الأن الناس أم الله؟ أم أطلب أن أرضي الناس ؟ فلوكنت بعد أرضي، الناس لم أكن عبداً للمسيح." (غلا1: 10)

أحب الملك داريوس دانيال لأنه كان مملوءاً من روح الله ومن الحكمة، فجعله وزيراً ضمن أعظم ثلاثة وزراء على مملكة فارس وفاق دانيال الجميع فى العلم والفهم. وفكر الملك أن يوليه على المملكة كلها. لكن الوزراء وكبار العاملين في المملكة غاروا منه، وتشاوروا بأن يضعوا أمراً ملكياً بأن من يطلب طلبة حتى ثلاثين يوماً من إله أو إنسان إلا من الملك يدري أنهم يطرح فى جب الأسود ولم يكن الملك يدري أنهم يقصدون من مشورتهم الشريرة دانيال فوقع مرسوماً بالأمر. فلما علم دانيال، بالأمر ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة فى عليته نحو أورشليم، فجثا على ركبتيه ثلاث مرات فى اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك .ولما عرف هؤلاء الرجال الأشرار ذهبوا وأخبروا الملك ليلقي بدانيال الذى كان محبوباً جداً له في جب الأسود.

لقد أعطى الله للإنسان وصاياه الإلهية لتعينه على اختيار الخير ورفض الشر. وبالرغم من المعرفة، التى منحها الله للبشر يخضع الكثيرون للشر دون معارضة أو رفض مندفعين نحو الهلاك الأبدى. إن الإنسان الروحي له إرادة قوية ويمكنه أن يقول بشجاعة لا للشر وقد أعطى دانيال ويوسف الصديق وغيرهم من الشهداء والقديسين أروع الأمثلة عندما قالوا للملوك والأباطرة لا مفضلين الطاعة لله حتى ولو ألقوا للأسود الجائعة، أو قيدوا بسلال فى السجون ولم يثنهم لا الجلد ولا تقطيع أعضائهم أو النفي عن الأوطان، أو حتى سفك الدم. لقد جاهد آباؤنا الشهداء للنهاية ضد الشر حتى النفس الأخير. يبرر البعض خضعوهم للشر بأنهم كانوا واقعين تحت إغراء الماديات متناسيين أن العلم يمضي وشهوته معه. ويوجد أيضاً من يدعى أنه لا يمكنه قول لا للشر.لأنه يستحي من الناس ناسياً أن سقوطه في الخطية وهلاكه خسارة لن يعوضه عنها أحد. وأحياناً قد يكون الخوف من الإيذاء أو الضرر سبباً وراء قبول الخطأ ولكن الرب علمنا ألا نخاف من البشر بل من الذى له سلطان أن يلقي فى جهنم. إن من يقول لا للشر يفضل الفوز برضا الله على كسب رضا البشر الضعفاء .

أخى....أختى:

لايكفي أن تقول للخير نعم دون أن تقول بقوة لا للشر. واعلم أن أولاد الله ليسوا قادرين فقط أن يميزوا بين الخير والشر بل هم أيضا قادرون أن يقولو لا للشر مهما كانت تبعيات ذلك.