"فاعلم أن الرب إلهك هو الله، الإله الأمين، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل"(تث7: 9)"
وهكذا إذ تأنى نال الموعد."(عب6: 15)

أرسل موسي النبي اثني عشر رجلاً ليتجسسوا أرض كنعان وبعد انتهاء المهمة رجعوا إلى إخوتهم، وكان من بين الرجال كالب بن يفنة ويشوع بن نون اللذان أخبرا الشعب أن الأرض جيدة، وأكدا أنهم قادرون بقوة الله على امتلاك الأرض أما باقي الرجال فأخافوا الشعب من الكنعانيين، لقد سر الله بيشوع وكالب لإيمانهما بقدرة الله على تحقيق وعده لهم ولذلك وعد الله كالب على فم موسى النبي أن يعطية الأرض التي وطئتها قدماه ملكاً ونصيباً له، ومرت أربعين سنة مات بعدها موسي النبى، ومات أيضاً كل هذا الجيل الذين لم يصدقوا وعود الله، وتسلم يشوع قيادة الشعب من موسى النبى،وبعدما عبر يشوع والشعب نهر الأردن ودخلوا أرض كنعان، أدرك كالب أن الوقت قد أصبح مناسباً فلم يتوان في طلب نصيبه في الأرض التي وعده بها الله.

لقد آمن كالب بالله الذي يقيم كلامه، ويحقق وعوده للبشر ولا تسقط كلمة من كلامه، فوضع وعد الله له أمام عينيه وانتظر اليوم الذي يتحقق فيه الوعد....

إن وعود الله لنا تكشف عن عمق صلاحه وحبه ومشيئته الخيرة نحو البشر وقد دعيت كرازة آبائنا الرسل الأطهار بالإنجيل أي" البشارة المفرحة" لكثرة ما إحتوته من اخبار سارة ووعود صالحة وقد سجل الكتاب المقدس الكثير عن صدق مواعيد الله لنا: فرأس الحية الذى هو الشيطان سحقه الرب يسوع المسيح بصلبه وموته كما وعد أبانا آدم. وفي يوم الخمسين تحقق وعد الرب لتلاميذه بحلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ المجتمعين في العلية. وكما أوفى الرب بوعوده لكنيسته أوفى أيضاً بوعوده لأشخاص كثيرين من محبي اسمه القدوس، الذين نذكر منهم على سبيل المثال: إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف... ومازال الله يتمم كل يوم وعوده لنا من رعاية وحماية وإنقاذ في الضيق بقوته وبنعمة روحه القدوس، وكلما تقدم الزمن بالبشرية كلما تحققت وعود الله الصادقة، إلى أن يتم الله وعده لعبيده المؤمننين بالفوز بملكوت السموات حيث الحياة الأبديه والتمتع بإكليل البر الذي لا يفنى.

أخي....أختى:

إقرأ إنجيلك "البشارة المفرحة" كل يوم لتتعرف على وعود الله الصالحة من نحوك وتمسك بها بإيمان منتظراً حتى تتحقق وعندما تصلي الصلاة الربانية قائلاً:"...ليأت ملكوتك" تذكر وعد الله الصادق لكالب الذي تم في حينه واعلم أن لك أنت أيضاً نصيب محفوظ لك في الملكوت كوعد الله لك: أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً.