"أسبح اسم الله بتسبيح، وأعظمه بحمد... تسبحه السموات والأرض، البحار وكل مايدب فيها"(مز69: 30 -34)

شق الرب البحر الحمر أمام بني إسرائيل فظهرت الأرض اليابسة، فعبر الشعب البحر والمياه كانت لهم كالسور عن يمينهم ويسارهم، وبعدما عبروا أمر الرب موسى أن يمد يده على البحر فرجع الماء إلى أصله، وغرق فرعون وجنوده، وفرح بنو إسرائيل بهذا الخلاص العظيم، فأخذت مريم أخت موسى وهارون الدف بيديها وسبحت الرب مع موسى، وكل الشعب قائلة." أرنم للرب فإنه قد تعظم الفرس وراكبه طرحهما في البحر الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي. هذا إلهى فامجده إله أبي فأرفعة. من مثلك بين الآلهة يارب؟ من مثلك معتزاً في القداسة. مخوفاً بالتسابيح. صانعاً عجائب".

  • لقد أدرك الشعب عظم رعاية الله لهم وقدرته التي فاقت كل تصور: فهم عبروا البحر بطريقة معجزية والعدو هلك إلى الأبد-عندئذ- انطلقت ألسنتهم لتسبح الله وتمجد عظمته وقدرته، وكان هذا تعبيراً عن امتنانهم لعظم صنيع الله بهم، بل ظل خروجهم من أرض العبودية موضع تسبيح شعب الله في الأجيال اللاحقة وحتى يومنا هذا.
  • إن التسبيح لله يعنى الاعتراف بفضله وعظيم صنيعه، والذي يسبح الله يقف مبهوراً أمام عظمته فيجد ذاته مدفوعاً يغنى ويرتل ويمجد اسمه القدوس. فالتسبيح إذا هو ذبيحة حب لله وثمر شفاة معترفة بحمدة، وقد استخدم داود النبى الموسيقى قي تسبيح الله، ونظم فرق موسيقية من اللاويين لتسبيح الله. فأصبح التسبيح نظاماً لعبادة الله في الهيكل فيما بعد،ومنه أستقت كنيستنا تنظيم خوارس الشمامسة للتسبيح أثناء صلواتها
  • والتسبيح ليس موسيقى أو لحن جميل أو اصوات شجية فقط لكنه بالأولى صلاة لله، وقد سجل الكتاب المقدس الكثير من صلوات القديسين المملوءة تسبيحاً مثل تسبحة العذراء القديسة مريم وتسبحة حنة أم صموئيل النبى وتسبحة الثلاثة فتية القديسين، وتسبحة حزقيا الملك إلخ....وليس البشر وحدهم هم الذين يسبحون ويمجدون الله، فسفر الرؤيا يكشف لنا أن التسبيح هو لغة لسكان السماء فالملائكة تسبح على الدوام بغير فتور، والغالبون من البشر سيمجدون ويترنمون لله وبأيآديهم قيثاراتهم. كما رأى القديس يوحنا الحبيب.

أخي....أختى:

إن الله يصنع على الدوام عجائب وعظائم بخليقته وبشعبه وبي وبك. فهل تتأمل كل يوم محبة الله الفائقة وقدرته الغير المدركة فتسبحه وتمجده؟ فياليتك تتعلم كيف تتغنى بصفات الله الرحوم والصانع الخيرات، وترتل لاسمه القدوس في كل صلاة، بل كل حين، ولا تنسى أن تشترك في تسبيحه وتمجيده مع إخوتك في قداسات وصلوات واجتماعات الكنيسه.