"احملوا بعضكم اثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح."(غلا6: 2)

جاء أربعة رجال إلى يسوع، وهم يحملون مفلوجاً ولما لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل ازدحام الجمع كشفوا سقف ذلك البيت حيث كان يسوع، وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج:" يا بني مغفورة لك خطاياك" فاعترض قوم لأن يسوع قال له هذا، أما يسوع فلكي يعلم الجميع أن له سلطان أن يغفر الخطايا قال للمفلوج:" لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك"، فقام المفلوج لوقته وحمل السرير.

  • لقد عانى هؤلاء الرجال الكثير من أجل محبتهم لصديقهم، ولذلك حملوه بفراشه وسط الزحام في شوارع وأزقة كفر ناحوم الضيقه. وكلما اقترب الرجال من مكان يسوع كان الازدحام يزداد أكثر فأكثر، وبالطبع تزداد صعوبة حمل المفلوج، وعندما اقتربوا من مكان تواجد يسوع صدموا لاستحالة الوصول إليه بسبب تكتل الجموع حول المنزل ولكنهم لم ييأسوا وصعدوا يحملون الصديق المحبوب إلى أعلي. وظل الرجال يفكرون كيف ينزلونه بأمان أمام يسوع إلى أن نجحوا في إنزاله من سقف البيت ليجد المفلوج نفسه أمام يسوع، وكانت المعجزة والغفران بسبب محبة هؤلاء الرجال لصديقهم المفلوج.
  • إن الرب يسوع هو مصدر كل حب وقد تجسد وتأنس ليحمل عنا ثقل خطايانا وأوجاعنا كما ذكر أشعياء النبي قائلاً: " لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملهما وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا" وهكذا احتمل الرب الإهانة وآلام الصلب والجلد لأنه أحبنا مع أننا كنا خطاة ولانستحق كل هذا، وقد أوجز معلمنا بولس الرسول هذا المعنى حينما قال:" أن المحبة تحتمل كل شئ وأنها تصبر على كل شئ"، ولايوجد إنسان منا خال من الضعف وكا إنسان يحتاج لمن يحبه ويتحنن عليه ويخفف عنه أثقاله وقت ضعفه.

أخي....أختي:

إن من امتلأ قلبه بمحبة المسيح لايدين إخوته الضعفاء، لكنه يحتملهم ويصبر عليهم ويسامحهم ويعاملهم كنفسه، فتشبه أنت بمسيحك الحنون الذي ترك لك أعظم مثال بحمله أثقاللك بدلا منك. ولا تتضجر من حمل أثقال من تحب سواء أب أو أم، زوجة أو زوج، أخ أو أخت، ابن أو ابنه. صديق أو حتى غريب. وثق أنك إن فعلت ذلك فستجد أنت أيضاً عوناً وقت ضعفك وضيقك.