"...أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ، وكل جبل وأكمة ينخفض..."(لو3: 4، 5)"
...ليعطيك حسب قلبك ويتمم كل رأيك" (مز20: 4)

تعجب يسوع من اليهود المعاندين لقساوة قلوبهم وعدم إيمانهم فوبخهم قائلاً:" هذا الجيل شرير يطلب آية، ولا تعطى له ألا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل. ملكة التيمن ستقوم في الدين وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ههنا رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا."

  • كشف الرب لليهود المعاندين ما سيعانونه من جزاء شديد في الدينونة، لأنهم لم يلتفتوا لعظمة تعاليمه،ولا أدركوا ما فيها من حق وحكمة، ولم يتاثر المعاندون بالمعجزات الكثيرة التي تشهد لألوهيته، ولااهتموا بما لمسوه فيه من محبة وطهارة وقداسة، لقد صدق فيهم قول اشعياء النبي:"... أغمضوا أعينهم، وصموا آذانهم، وغلظوا قلوبهم لئلا يؤمنوا ويرجعوا فيشفيهم الرب" لقد جاء الرب خصيصاً لأجل خلاصهم لكنهم انصرفوا عنه ليتمموا شهواتهم لقد أحبوا الظلمة أكثر من النور. لم يقبلوا دعوة يوحنا المعمدان لهم بالتوبة. فتحجرت قلوبهم ورفضوا المسيح الرب الذى انتظروه مئات السنين.
  • لقد شبه المعمدان استعداد الإنسان التائب المتضع لقبول النعمة بوادي منخفض ينزل عليه ماء المطر فتمتص ارضه الماء فينبت زرعاً ويثمر ثماراً صالحة، وكما تقبل الأرض الجيدة المفلحة البذار التي تلقي فيها وتثمر ثلاثين وستين ومائة هكذا القلب الذى تنقى بالتوبة يصبح قادراً على استقبال كلمة الله ونعمته ويثمر ثماراً تفرح قلب الله.

أخى....أختى:

إن كنت تريد أن تحيا مستمتعاً بالنور فعليك أولاً أن تعد قلبك بالتوبة لتصبح مستعداً لقبول نعمة الله. فلا تسمح لنفسك إذاً أن تبقى في ظلام الخطية، بل اكرهها وجاهد ليتنقى قلبك منها. حينئذ ستجد نفسك مشتاقاً لعمل نعمة الله فيك كالأرض العطشى. وسيفيض الله عليك من نعمته لتمتلء نعمة فوق نعمة.