"ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المعطاة لى لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي." (1كو15: 10)

كتب معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية في الأصحاح الخامس عشر ليؤكد لهم أن الله قد منحه رتبة الرسولية ونعمة الكهنوت ليبشر الأمم، وليذكرهم بكلام سيده وإلهه يسوع المسيح، لأن هذا هو صميم عمله ككاهن وأرجع الكارز العظيم سبب نجاح خدمته لعمل نعمة الله معه، ولهذا كتب لهم مفتخراً بالرب وبنعمته قائلاً: "فلى افتخار فى المسيح يسوع من جهة ما لله لأنى لا أجسر أن أتكلم عن شئ مما لم يفعله المسيح بواسطتى لأجل إطاعة الأمم، بالقول والفعل بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله، حتى إنى من أورشليم وما حولها إلى إلليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح"
  • لقد كتب القديس بولس عن نجاحه في نشر الكرازة من حول أورشليم إلى إلليريكون ولكنه أرجع سبب النجاح لنعمة الله التي عملت من خلاله كرسول وكاهن لربنا ليسوع المسيح فالله هو الذى وضع فى قلبه الهمة للكرازة، ونعمته أعطته الكلمة التى كرز بها، وبالنعمة أيضاً استطاع أن يصبر على الضيقات والمعوقات التى اعترضه أثناء كرازته. والنعمة هى التي فتحت قلوب السامعين ليصغوا لكلامه، ورافقت الكلمة لداخل أعماق القلب لتؤتي بثمارها. ونعمته أيضاً ثبتت حديثى الإيمان بالآيات والمعجزات التى جرت أمام أعينهم، وبعد أن ساندت النعمة حديثي الإيمان وثبتتهم عملت فيهم ليبشروا ويكرزوا هم أيضاً.
  • أن نعمة الله لها فعل عظيم فى حياة أولاد الله وخدامة ولكن البعض لايستغل نعم الله وعطاياه ليثمر ثماراً حسنة تسر قلب الله.
  • يخطئ من يشعر بصغر نفس فيدعي الضعف على الدوام وعدم المقدرة على صنع الخير لأن الله وهب نعمه المتنوعة لكل إنسان بحسب حكمته وفطنته، فكيف إذاً ندعي الضعف وعدم المقدرة، ويظهر من دعوة الله لأرميا النبي للخدمة أن الله لايسر بصغر النفس، لأن ذلك إنكار لفاعلية وقدرة نعمته. ولهذا نهاه الله أن يعتذر عن الخدمة لعدم مقدرته على الكلام وقال له: "لاتقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به لاتخف من وجوههم لأني معك لأنقذك".

أخي.... أختي:

أن نعمة الله التى أعطيت لك ليس بباطلة فأنت تقدر بالله أن تعمل الكثير والكثير فلا تدعي الضعف، ولا تسمح للعدو أن يحاربك بصغر النفس بل تشدد بالصلاة، وانهض لعمل الخير وفقاً لمشيئة الله الصالحة وثق أن الله سيثمر بك.