"...لأنه قال: "لا أهملك ولا أتركك "حتى أننا نقول واثقين: "الرب معين لى فلا أخاف. ماذا يصنع بى إنسان؟" (عب13: 5، 6)

ذهب الرب يسوع مع تلاميذه ليلة آلامه إلى جبل الزيتون ليصلى هناك وجثاً على ركبتيه. وصلى قائلاً: "يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك" وبينما هو يصلى ظهر له ملاك من السماء ليقويه، وإذ كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض، وجاء يهوذا مسلمة ومعه رؤساء الكهنة والفريسيون. فخرج يسوع وقال لهم: "من تطلبون؟" فقالوا: "يسوع الناصرى"، قال لهم: "أنا هو" ،فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض فسألهم يسوع ثانية. ولما أجابوه بنفس القول طلب منهم أن يتركوا تلاميذه ليمضوا وذهب هو معهم.

  • لم يكن الرب يسوع فى ضعف أو خوف ولم يكن محتاجاً لملاك من السماء ليقويه فى جهاده أو في تضرعه نيابة عن آدم وبنيه، ودليل ذلك وقوع اليهود على الأرض عندما قال لهم الرب: "أنا هو فلو كان الرب فرضاً في ضعف أو خوف وهذا مستحيل لكان تركهم ومضى وهم وقوع على الأرض، ولكن الرب خرج ليسلم نفسه لهم بإرادتة.
  • إن ظهور الملاك ليقوي ربنا يسوع يحمل رسالة تؤكد مساندة السماء لكل المجاهدين من البشر فقد يظن بعض قليلي الإيمان خطأ أنهم يجاهدون وحدهم ضد قوى الشر، ولكن الرب يطمئننا على فم موسى النبى قائلاً: "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" وأيضاً على فم داود النبى: "الحرب للرب هى" أما أليشع النبى فقد طلب من الله أن يفتح عيني تلميذه ليبصر :أن الذين معه هو ومعلمه أكثرمن مركبات وفرسان جيش أرام ،ففتح الرب عينيه وإذ به يرى الجبل مملوءاً خيلاً ومركبات نار حول أليشع.
  • وسفر المزامير يذكرنا بأن ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم، ولعل الوحى يقصد بهذا الملاك الحارس الخاص بكل مؤمن.
  • إن السماء تعين خائفى الله المجاهدين، لأن جهادهم يعنى الإصرار والجدية والتعلق بالله من أجل تنفيذ وصاياه، وهذا يوافق مشيئة الله وعدالته. ورأفة الله لا ترضى بترك القوى يلتهم الضعيف، ويؤكد هذا الوحى الإلهى قائلاً فى سفر المزامير: "هذا المسكين صرخ فاستمعه الرب ومن جميع ضيقاته خلصه"، والسماء أيضاً لاتترك المخلصين فى جهادهم الروحى، لأن هذا هو وعد الله: أن من يطلب يجد ومن يسأل يعطى ومن يقرع يفتح له.

أخي.... أختي:

جاهد في صلواتك طالباً نعمة الله بلجاجة، وقدم توبة مهما سقطت، ولاتتراخ فى تنفيذ وصايا إلهك، ولا تبرر تراخيك بأنك ضعيف، فالله لايترك من يجاهد من أجله، وملاك الله يسرع ليقوي الجادين فى جهادهم.