"وظهرت آية عظيمة فى السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من أثنى عشر كوكباً (رؤ12: 1).

تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية فى اليوم الثاني من إبريل من كان عام والموافق الرابع والعشرون من برمهات بتجلي كلية الطهر العذراء القديسة مريم على قباب كنيستها بحى الزيتون عام 1968، وقد صار هذا الظهور الخبر الأول فى الصحف والمجلات المحلية والدولية فى ذلك الوقت، وموضوعاً هاماً تناولته بالبحث والدراسة البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وقد شاهد هذا التجلي الملايين من الشعب المصري والأجانب مسيحيين وغير مسيحيين، ودام تجلي العذراء بمناظر نورانية مختلفة لفترات متصلة قد تصل إلى عدة ساعات فى المرة الواحدة، وتعددت مرات الظهور فى الأسبوع الواحد ودام هذا التجلى حوالى السنتين، ولم تنتهى ظهورات أم النور فى مصر عند ذلك الحد، ولكن العذراء عاودت الظهور فى كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا دبلو بالقاهرة ثم بعد ذلك بأسيوط ثم تجلت أخيراً فوق قباب كنيستها بالوراق، وكان غير المسيحيين أول من أكدوا هذا التجلي، وسُجلت أفلام وصور تشهد لصدق التجلي.

  • إن ظهور العذراء وتجليها فوق كنائسنا أعظم مساندة من السماء للكنيسة، لأن العذراء التي ظهرت لنا من السماء هى الملكة أم ملك الملوك ورب الأرباب، وهى أعظم من الملائكة ورؤساء الملائكة الأطهار وقد خصت السماء العذراء بهذه المهمة لأنها أمنا كلنا وأي معونة أو تعزية أعظم من تعزية الأم لابنها أو لابنتها. وقد أكدت العذراء بظهوراتها الكثيرة أنها الشفيعة المؤتمنة التى تشعر بمن هم في شدة أو ضيق، وهذا هو إيمان كنيستنا الأرثوذكسية في أمنا العذراء، ولذلك تناديها الكنيسة فى صلاة الساعة السادسة قائلة: "كثيرة هى شفاعتك ومقبولة عند مخلصنا أيتها الأم الطاهرة لا ترفضي الخطاة من شفاعتك عند الذي ولدتية"
  • إن تجلي العذراء يؤكد أن معونة السماء أكيدة وحاضرة معنا على الدوام، وبظهوراتها المتتالية تؤكد أيضاً أن هناك حياة أخرى غير هذه الحياة المادية الأرضية، وهى تشوقنا للسماء
  • وتجلي العذراء دليل على صدق إيماننا المسيحي وإعلان من السماء ينبه أعداء الكنيسة أن لنا أم قادرة رحيمة معينة. ويؤكد لهم أننا فى حمى السماء هذه الأم، أما اختيار العذراء لقباب كنائسنا محلاً لتجليها فهى رسالة لتقوية إيماننا فى عقيدة كنيستنا الأرثوذكسية، ورسالة لكل منا للتمسك بإيمان الكنيسة وكأنها تقول لكل منا ادخل لكنيستك لتحتمي هناك من شر العالم الشرير.

أخي.... أختي:

لقد أمرنا الرب بإكرام أمهاتنا عرفاناً بالجميل لبذلهم ومحبتهم الحانية، والعذراء أم النور هى الأم الحنونة والمباركة بلا منافس. فياليتك تسرع لتشترك فى تطويب وتكريم أمك العذراء الحنونة والشفيعة والمعينة.