"وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" (مت 6:2)

ذهب صموئيل النبي إلى بيت لحم ليمسح أحد أبناء يسى ملكاً خلفاً لشاول، وعبر يسى بنيه أمام صموئيل، ولكن الرب لم يرض بأي منهم، وسأل صموئيل عن أبناء آخرين ليسى فأجاب قائلاً: " بقى بعد الصغير ،وهو يرعى الغنم"، فأمر صموئيل بإحضاره، فحضر داود ومسحه صموئيل ملكاً لإسرائيل، ورجع داود ليرعى غنم أبيه كالمعتاد ولكن الرب أظهر غيرة داود و شجاعته عندما ذهب للحرب ليفتقد إخوته ، فرأى جليات الجبار يعير صفوف إسرائيل، فتقدم ليحاربه وقتله واشتهر داود بشجاعته فغار منه شاول وحاول قتله ، فهرب منه داود فأخذ يطارده فى البراري وهناك التصق به جيش من الرجال المخلصين ومرت السنون إلى أن قتل شاول فى الحرب. فتصارع بيت شاول مع داود ورجاله على الملك. لكن الرب ثبت المملكه بيد داود

  • ظهرت قوة تدبير الله العجيب فى تنفيذ مشيئته بنقل المملكة من يد شاول الذي رفضه الله واقامة داود مكانه كما تنبأ صموئيل النبي، لقد أعان الله شاباً صغيراًعديم الخبرة بفنون القتال مثل داود لقتل جبار مثل جليات. ثم أعطاه الله نعمة فى عيني الملك ورجاله فضمه للجيش، وأعطاه نجاحاً ليسطع نجمه فأصبح معروفاً ومشهوراً بكفاءته وشجعاته للكثيرين، وبمرور الزمن كان الله يعمل ويدبر في صمت، ليحول المملكة من يد شاول المتسلط والمتكل على أعوانه من رجال الجيش وعظماء مملكته ليد الشاب داود المطرود والمطارد والذي ذهب ليتخذ من المغاير والبراري مكانه ليحتمي فيه من جبروت شاول، وتحققت إرادة الله المدبر وملك داود وتثبتت بيده المملكه كما أراد الله.
  • كثيراً ما يستعجل الإنسان فيخطط ويعمل بغير حكمة أو معرفة فيسبب لنفسه متاعب كثيره. ومن أوضح الأمثله لذلك ما عاناه أب الآباء إبراهيم من متاعب كثيره، عندما أخذ هاجر جارية سارة لينجب منها ابناً، ولكن الله الذي يشاء فيكون قادر أن يدبر وينفذ مشيئته الصالحة بحكمة لتأتي بالخير والصلاح فى الوقت المناسب.

أخي....أختي:

اتكل على الله فى كل عمل تعمله. ولا تيأس إذا لم تنل ما تريده، وإياك أن تعمل عملك دون طلب مشيئته، أو تتهور وتسلك بغير استقامة ظاناً أنك ستنال ما تريده سريعاً بل اصبر واعمل بجد ما يرضيه واثقاً أن الله هو المدبر الصالح الذي يرعى شعبه بحكمته.