"أن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم بهذا يتمجد أبى: أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي" (يو 8،7:15)

ظهر ملاك الرب لرعاة ساهرين على رعيتهم بالقرب من قرية بيت لحم، وبشرهم الملاك بولادة مخلص هو المسيح الرب، وظهر فجأة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين و ممجدين الله وقائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". ولما مضت عنهم الملائكة قام الرجال بسرعة وجاءوا إلى بيت لحم حيث وجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها

  • كانت العذراء تدرك أن ابنها هو هو الإله العظيم الذي يملأ السماء و الأرض، ولهذا اشتاقت لمعرفة المزيد عن إلهها غير المرئي وغيرالمحسوس والذي صار لها ابنا تحمله على ذراعيها ولذا كانت تنصت باهتمام لكل كلمة تقال عنه سواء من الملاك المبشر أو من المجوس أو الرعاة أو سمعان الشيخ أو... أو... بالطبع كانت العذراء في فرح وهي ترى ما حفظته من نبوات عن المسيح مخلص العالم يتحقق، ويخبرنا القديس لوقا أن العذراء لم تكتف بالسماع فقط بل كانت تحفظ وتتأمل بالكلام في قلبها، وتأمل العذراء بكلمه الله في قلبها يعني أنها لم تتعامل مع كلام الله كمحفوظات يحفظها العقل فقط ولكن الكلام امتزج في قلبها بالمشاعر المقدسة فأثمر فضائل وسلوك مرضي لله.
  • ان القراءة المتأنية لكلمة الله والإنصات بعناية واهتمام للعظات الروحية وحفظ آيات أو أجزاء من إصحاحات الإنجيل يجعل كلمة الله حاضرة في ذهن الإنسان ويمكنه من التفكير والتأمل بها أما التأمل في كلمة الله والجد في البحث عن معانيها فيحنن قلب الله ليعلن لطالبيه أسرار معرفته كما أعلن لدانيال النبي الذى صام وصلى ليفهمه الله أسرار نبوات أرميا النبي فظهر له جبرائيل الملاك ليفسر له ما عسر عليه.وقد حذر الرب على فم هوشع النبي من خطورة الجهل بكلمة الله قائلاً: "قد هلك شعبي من عدم المعرفة " وأمرنا الرب يسوع بالاهتمام بدراسة كلمه الله قائلاً: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التي تشهد لي"

أخي....أختي:

تشبه بأمك العذراء التى صارت بستاناً مثمراً للفضائل واحرص على القراءة المتنظمة لكلمة الله واحفظ أكبرعدد من آيات الكتاب، واهتم بسماع العظات الروحية لأن ذلك سيكون سبب خلاص لك وسيملأك أثماراً صالحة.