" لايغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"(رو12: 21)

قدم الرب يسوع للجموع مثلاً قائلاً: " يشبه ملكوت السموات إنساناً زرع زرعاً جيداً في حقلة وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زواناً في وسط الحنطة ومضي، فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذ ظهر الزوان أيضاً فجاء عبيد رب البيت وقالوا له: ياسيد أليس زرعاً جيداً زرعت في حقلك؟ فمن أين له زوان؟ فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا فقال له العبيد:" أتريد أن نذهب ونجمعه؟ فقال: لا لئلا تقلعوا الحنطة وأنتم تجمعونه. دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد وفي وقت الحصاد أقول للحصادين: اجمعوا أولاً الزوان واحزموه حزماً ليحرق وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني"

  • منع رب البيت عبيده من اقتلاع الزوان خوفاً من إلحاق ضرر بالحنطة، ولكنه رأى أن الحكمة هي في الانتظار لوقت الحصاد: حينئذ سيحصل على الحنطة دون ضرر للمحصول لأن عبيده في ذلك الوقت سيفصلون الزوان عن الحنطة بسهولة.
  • لقد أعطانا الرب بهذا المثل درساً في الحرص على الحفاظ على مواصلة السير نحو النمو في الحياة المقدسة، وعدم الانشغال بالمعطلات حتى ولو كان الدافع للانشغال بها أهدافاً نبيلة: كالتخلص من الشر ومقاومته.
  • رفض نحميا أن ينزل ليتناقش مع أعدائه في موضوع بناء السور لئلا يتعطل البناء وقال لهم مقولته المشهورة:" أني أنا عامل عملاً عظيماً فلا أقدر أن أنزل، لماذا يتعطل العمل بينما أتركه وأنزل إليكما"
  • علمنا الكتاب المقدس الهروب من الفساد الذي في العالم لأن الإنسان الذي يثق بذاته في كبرياء ولا يهرب من شهوات العالم قد يتأثر ويسقط تحت تأثير الإغراء والشهوة، ويخطئ من يظن أنه قادر أن يقف أمام شر الأشرار ويقاومهم بنفس أسلوبهم لأنه سيتورط حتماً، ويخطئ مثلهم فيصبح واحداً منهم، ويخطئ أيضاً من يفتح عينيه مراقباً الشر الذي يدور حوله أو يفتح أذنيه ليعرف ما يقوله الأشرار ظاناً أن هذه المعرفة ذات نفع لأنه قد يسقط في إدانة غيره ويتعثر في الكثيرين وينفعل ويغضب وينشغل عن خلاص نفسه.

أخي....أختي:

إن الإنسان الحكيم لايكف أبداً عن تكريس وتوجيه كل طاقاته وجهده ووقته للتقدم والسعي على الدوام نحو المسيح الرب، ولا ينشغل بما يدور حوله من شرور لأنه إن فعل ذلك فسيضيع طاقاته وجهده ووقته فيتأخر عن السعي نحو أسمى هدف له : وهو خلاص نفسه، فاحذر إذاً لئلا يخدعك العدو ويبعدك بعيداً عن الله ملجأك ويصرعك هناك.