"قد أخبرك أيها الإنسان ماهو صالح، وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك" (ميخا6: 8)

قتل أخاب نابوت اليزرعيلي ليرث حقله، ونجس نفسه بذهابه وراء الأصنام فكان غضب الرب عليه لأنه خضع لغواية امرأته إيزابل الشريره، وباع آخاب نفسه لعمل الشر بتبجح ودون مخافة حتى قيل عنه:" أنه عمل الشر في عيني الرب" فأرسل الرب إليه إيليا النبي، وأعلمه أن الرب سينهي ملكه وسيبيده هو ونسله، فلما سمع آخاب كلام إيليا شق ثيابه وجعل مسحاً على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت، فكان كلام الرب لإيليا قائلاً:" هل رأيت كيف اتضع آخاب أمامي، لا أجلب الشر في أيامه، بل في أيام ابنه أجلب الشر على بيته"، وتم كلام النبي فانهى الرب ملك بيت آخاب في أيام أخزيا ابنه الذي كان شريراً مثله.

  • كان سلوك آخاب الشرير واستهتاره وعناده موجه لله ذاته، فغضب عليه الله وأرسل له إيليا ليحذره، لكنه خاف الله واتضع أمامه، وقد ظهر هذا من صومه وطلبه العفو من الله الحنون الذي يقبل التوبة لأنه لا يشاء هلاك الإنسان مثلما يرجع ويحيا.
  • إن الكبرياء تمثل خطورة شديدة على الإنسان لأنها توهمه بقدرات ليست فيه، وتنسيه ضعف طبيعته فيغتر وتنتفخ نفسه فيه كما لو كان إلها يفعل ما يشاءه، والكبرياء تنسي العقل أن الله موجود وأن الله له السلطان المطلق على التدخل في حياة البشر أو تجعله يستهين بقدرة الله على ردع الأشرار.
  • عندما يمتلئ القلب بالكبرياء يتلاشى خوف الله منه، فيتقسى المتكبر ويندفع ويزداد في الشر إلى أن ينزل عليه عقاب الله ليفيق من غروره أو يهلكه الله بشره كما حدث مع فرعون مصر الذي أهلكه الله مع جيشه.
  • إن الله يقاوم ويذل المستكبرين بقلوبهم لأنه كأب حنون حكيم يعلم أن هذا هو الدواء النافع الوحيد للمغرور الذي لا يقبل نصحاً أو إرشاداً.

أخي....أختي:

اعط لله المجد والكرامة فى كل وقت ، وكلما صليت اسجد أمامه بخشوع ومخافة، وتذكر باستمرار قدرة الله وعظمته وسلطانه على كل بشر، وإن أتاك فكر كبرياء فاهرب في الحال متذكراً ضعفك، ولا تنخدع لئلا تفارقك نعمة الله فتهلك بالشر كما يحترق القش ويفني بالنار.