"بل كُنا مُترفقين في وسطكُم كما تُربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كُنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم ... أنفسنا... لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (1 تس 2: 7-8)

قام أبشالوم بثورة ضد أبيه بعد أن استمال وجمع له بالمكر والغش مؤيدين و ناد بنفسه ملكاً بدلاً من أبيه الملك الشرعي. فضل داود الهروب وترك القصرحفاظاً على أرواح أحبائه. فدخل أبشالوم المدينة واحتل القصر ثم قام هو ورجاله ليطاردوا الملك طالبين قتله لأنه بموت الملك يمكن أن تتثبت المملكة لأبشالوم، ولكن أحباء داود من الشعب وقادة الجيش طلبوا من الملك ألا يخرج معهم للحرب حفاظاً على حياته. ولما جاءت ساعة المعركة كان يوآب وباقي القادة المخلصين يتمنون موت أبشالوم ابن الملك العاصي لأن ذلك ينهي المعركة سريعاً ويضمن للمملكة وحدتها من جديد. وبينما كان الرجال يعدون عدة الحرب كان قلب داود يرتجف خوفاً وقلقاً من أن يصاب ابنه المحبوب بأذى، فاستدعى يوآب وقادة الحرب و طلب منهم قائلاً: "ترفقوا بالفتى أبشالوم ،" واشتد القتال بين أبشالوم ورجاله وبين يوآب ورجاله وتمكن يوآب من قتل أبشالوم ولما عرف داود خبر موته بكاه بمراره.

  • إن الإنسان المحب طيب القلب حنون رقيق المشاعر يشعر بمن حوله ويرفق بهم، وقد علمنا الرب درساً في الترفق بالآخرين عندما اهتم بالجموع الصائمة. أشفق عليهم لئلا يخورا وهم في الطريق فلم يتركهم يمضوا صائمين. أخذ الخمس خبزات والسمكتين وبارك فأكلت الجموع وشبعت وفضل عنهم، وترآف الرب على صالبيه طالباً لهم الغفران كان يعلم ما ينتظرهم من دينونة عظيمة فتضرع للآب قائلا: "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لقد ترفق الرب بالمرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل، وترفق بالمرأة الخاطئة ومدحها لأنها أحبت كثيراً، وترفق بالأطفال وأوصى بهم وبالمرضى وبالمتألمين، وبزكا المرذول من الجميع وبالإجمال كان الرب يسوع رقيقاً حنوناً يشعر بالجميع ويرفق ويشجع كل أحد.

أخي....أختي:

ليتك تتشبه بسيدك الحنون فتترفق بكبار السن من الأجداد والآباء، وتكون حنوناً لطيفاً مع الأطفال، وترفق بالنساء لأن منهن أمهات وزوجات يحترقون كالشمعة، رغم ضعف أجسادهن، وبالإجمال كن حنوناً رحيماً رقيقاً لطيفاً مع التعابى والمرضى والضعفاء ومع من هم في شدة.