"لأننا لا نجترُئ أن نعُد أنفُسنا بين قومٍ من الذين يمدحون أنفُسهُم....وأما: "من افتخر فليفتخر بالرب" (2 كو 12:10-17)

كان ربنا يسوع يطوف المدن والقرى يعلم الجموع ويتحنن على المرضى ويشفيهم. فالتفت حوله جموع كثيرة وفي إحدى المرات بعدما شفي يسوع الكثيرين وفيما هو يمضي تقدم أحد كتبة اليهود وقال له: "أتبعك أينما تمضي" فقال له الرب: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه"

  • اختار الإله العظيم المالك للكل أن يولد ويعيش فقيراً بين الفقراء ليس له أين يسند رأسه. طلب الكاتب من الرب أن يتبعه لأنه ظن أنه سينال من تبعيته له مجداً أرضياً ولم يدرك أن الرب الذي يريد أن يتبعه قد أخلى ذاته من مجد ألوهيته ورفض كل مجد أرضي واندس بين الفقراء مفضلاً إخفاء عظمته، وعدم إظهار قدرته الغير محدودة.
  • لم يظهر الرب قدرة عظمته ولم يتفاخر أبداً بسلطانه بل رفض أن يصنع آيه عندما طلب منه الكتبة والفريسيون أن يصنع آيه ليؤمنوا به، وكل ما صنعه الرب من معجزات كان لهدف سام ولم يكن للظهور أو للتباهي، وقد سجل الكتاب المقدس في أكثر من موضع أنه طلب ممن حدثت معهم معجزة أو من عاينوها ألا يقولوا لأحد لكي لا يظهروه.
  • يتفنن الكثيرون في التفاخر على الآخرين بما أعطاه لهم الله من مال أو مركز أو مواهب أو...أو وفيما هم يتفاخرون يتعالون على من ليس لهم. أما الله المحب فباتضاعه اقترب من البؤساء والمساكين وصار واحداً منهم فأحبوه. بالتفاخر والتعالي يبتعد الإنسان عن إخوته البسطاء ويعزل نفسه عنهم في برج عالٍ وهم بالتالي لا يجدون أمامهم سبيلاً غير النفور والابتعاد عنه.
  • وبالاتضاع يتآلف الإخوة وتذوب الفوارق وتسود المحبة، وبتفاخر الإنسان بما له يخجل ويحزن صغار النفوس على ما ليس لهم فيشعرون بالوضاعة وبصغر النفس.

أخي....أختي:

كن يسيطاً واقترب من إخوتك بالاتضاع، وإن كان الله قد حباك غنى أو علماً أو مركزاً أدبياً أو وضعاً اجتماعياً متميزاً أو....أو فاهرب من إظهار تميزك، وإياك أن تفتخر متعالياً، وإن مدحك أحد وظهر تميزك فاعترف بضعفك، وعدم استحقاقك، وأرجع الفضل لله ولكل من ساعدك حتى صرت لما أنت فيه، لأن هذا يعطي أملاً وتشجيعاً لصغار النفوس ويقوي رجاءهم في الله.