"...كل ماهو حق كل ماهو جليل كل ماهو عادل، كل ماهو طاهر، كل ماهو مسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا" (في4: 8)

حسد الكتبة والفريسون الرب يسوع وغاروا منه، وكثيراً ما سألوه بمكرلعلهم يجدوا علية شيئاً فيشتكونه به. تآمروا عليه كثيراً، ولما لم يجدوا عليه شيئاً يصطادونه به فكروا كيف يقتلونه. فجمعوا مجمعاً وقالوا:" إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا". كان يهوذا الإسخريوطى أحد تلاميذه الإثنى عشر قد أسلم قلبه لشهوة المال فاستجاب لأفكاره الشريرة، وذهب وأسلمه لهم. وقد تنبأ داود النبي فتكلم بلسان الرب عما فعلوا به هؤلاء الأشرار قائلاً:" أعدائي يتقاولون علي بشر: متى يموت ويبيد اسمه؟ وإن دخل ليراني يتكلم بالكذب.... كل مبغضي يتناجون معاً علي . عَلَيَّ تفكروا بأذيتي".

  • تفكر رؤساء اليهود بالشر والمكر تجاه الرب، وكذلك يهوذا الخائن أحب المال وظل يفكر كيف يرضي شهواته إلى أن أسلم لهم الرب، وهم قتلوه.
  • لقد ضرب اسطفانوس مثالاً رائعاً للإنسان المحب الذي لا يتمني ولا يفكر بالسوء فبينما كان اليهود القساة يرجمونه بالحجارة كان هو يفكر في خيرهم متمنياً وطالباً ألا يحسب لهم الرب هذه الخطية البشعة.
  • يوسف الصديق رفض بقوه، وفر هارباً ولم يفكر فيما عرضته عليه أمرأة فوطيفار لأنه كان له فكر آخر وهو ألا يخطئ في حق الله الذي أحبه من عمق قلبه، وفكرأيضاً في فوطيفار الذي استأمنه على كل ما في بيته.
  • يحارب الإنسان على الدوام بأفكار عدم المحبة كثيراً، ويحدث هذا بالأخص وقت فتوره أو ضعفه الروحي، ومثل هذه الأفكار تفسد محبته للآخرين، وهذه بعض الأفكار التي يحارب بها الكثيرين: الغيرة، الحسد، الغضب، تمني الشر للآخرين، واحتقارهم، الشك وسوء الظن فيما يقصدونه من تصرفات، الحكم عليهم دون فحص، والانتقام، والطمع فيما للغير والاعتداء على حرمتهم.

أخى....أختي:

إياك والتهاون مع أفكار عدم المحبة لأنها إن تمكنت منك تتحول داخل قلبك إلى مشاعر كراهية فتفقدك سلامك القلبي، وتعكر صفو علاقتك بالله، وتظل هذه المشاعر السيئة تضغط عليك لفعل الشر. وإن استجبت لها دفعتك إلى أبشع الأفعال الشريرة فارفض واهرب وقاوم هذه الأفكار، وتذكر نتائج الشر المريرة ومجازاة الله العادلة، وتذكر أيضاً محبة الله لك، وكم ستخسر من نعم إن انسقت في طريق البغضة والكراهية.