" قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. " (مت12: 20)

كانت امرأة فاضلة من شونم قد اعتادت على استضافة أليشع النبي في بيتها فأعطاها الله ابناً بصلواته، وبعدما كبر وصار غلاماً مرض قليلاً ثم مات، ولما رأت أمه ما جرى حملته، وأضجعته على السرير الذي كان ينام عليه رجل الله، وأغلقت عليه، وذهبت بسرعة إلى أليشع في جبل الكرمل، وأمسكت برجليه وهي مرة النفس. فعرف النبي أن ابنها مات، وطلب النبي من تلميذه أن يأخذ عصاه ليضعها على وجه الصبي، ولكنها أمسكت به فذهب معها ودخل البيت. فإذ بالصبي ميت ومضطجع على السرير فأغلق الباب عليه هو والصبي، وصلى إلى الرب، وتمدد عليه فسخن جسمه ثم عاد وتمشى في البيت وصعد وتمدد عليه ثانية فعطس الصبي ثم فتح عينيه فدعاها وأعطاها الغلام حياً.

  • تأكدت المرأة أن ابنها قد مات، ومع ذلك لم تعلن خبر وفاته، لم تجلس لتبكي، ولا أخبرت أباه لأنها آمنت أنه مازال يوجد رجاء في رؤيته حياً مرة أخري.لم ترسل للأقارب والجيران لئلا ييئسونها ويعطلونها عن الذهاب لرجل الله، فهي تعرف ما سيقولونه لها: " لم نسمع أن إنسان مات وقام. كل يوم يدفن آلاف الموتى فلماذا تحدث معجزة مع ابنك أنت بالذات". كان لها إيمان بالله القوي الذي يقدر أن يقيمه من الموت بصلوات النبي. دفعها حبها العظيم لابنها الغالي أن تذهب للنبي بالرغم أن احتمال حدوث المعجزة ضعيف جداً أو نادر الحدوث. تعلقت بالأمل وذهبت لتعمل كل ما تستطيعه من أجل ابنها.
  • إن المحبة تجعل الإنسان يتمسك بالإيمان ولا ييأس من خلاص أحد أبداً، وقد علمنا الرب الذي أحب الجميع ألا نيأس من خلاص أحد. فالسامرية التي كان لها خمسة أزواج والسادس لم يكن لها آمنت، وأصبحت كارزة، والمرأة الخاطئة المعروفة بشرها في المدينة كلها نالت الغفران بعد أن أحبت الرب كثيراً، والعشارون والخطاة وغيرهم وغيرهم تابوا وقبلهم الرب، وعلى عود الصليب قدم لص قضى حياته كلها في الشر توبة وصارت توبته مثالاً رائعاً يشهد لقبول الرب لأشر الخطاة.

أخي....أختي:

تشبه بسيدك الصالح الذي جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك، وإياك وما فعله الكتبة والفريسيون الذين لم يعرفوا المحبة التي ترجو كل شئ، فقد قطعوا رجاء الكثيرين، وحكموا عليهم بالموت ونبذوهم فلا تكل ولا تيأس، وقدم الصلوات والأصوام من أجل أحبائك واعمل كل ما يمكنك عمله من أجل خلاصهم، وشارك الكنيسة في العمل من أجل خلاص كل أحد.