"... اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.. بِهذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ،.... لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ...."(1يو4: 16 -18)

دخل بطرس إلى دار رئيس الكهنة ليتابع ما يحدث لحبيبه ومعلمه الرب يسوع، ولكن بطرس أنكر معرفته ليسوع أمام جارية، وأخذ يلعن ويحلف قائلاً: " إنى لا أعرف الرجل" ونظر الرب لبطرس فانتبه وخرج خارجاً وبكى بكاء مراً. وفي فجر يوم الأحد قام الرب وظهر لمريم المجدلية وبعد هذا أظهر يسوع نفسه على شاطئ بحر طبرية لبطرس ويوحنا وخمسة من تلاميذه كانوا في سفينة يصطادون فأمرهم الرب بإلقاء الشبكة على جانب السفينة الأيمن فامتلأت الشبكة سمكاً، فقال يوحنا لبطرس: "هو الرب"، ولم يحتمل بطرس الانتظار حتى تصل السفينة إلى البر فألقى بنفسه في الماء ليصل إلى البر سابحاً، ونظر الله لمحبته وقبله وغفر له ورده إلى رتبة الرسولية.

  • عندما رأى بطرس الرب على شاطئ بحر طبرية دفعه حبه لمخلصه لإلقاء نفسه في الماء لأنه لم يحتمل الانتظار حتى تصل السفينة إلى البر. لم يمنعه خجله من خطيئته من لقاء يسوع، ولم يخف من أن يوبخه يسوع. كان يحب يسوع، وكان حبه ليسوع دافعاً لرجوعه وتوبته دون تردد. أما يهوذا فقد أحب المال فترك محبته الأولى للرب،فسقط وجرفه شره لليأس.
  • كانت الأحضان الإلهية تنظر رجوعه مثلما تنتظر رجوع كل خاطئ لكن قلبه كان خالياً من المحبة القادرة أن تملأه بالرجاء والثقة في قبول الرب له. ابتعله الحزن واليأس فهلك بشره.
  • إن محبة الإنسان لله قادرة أن تحفظه في جهاده، وتضمن له الثبات حتى ينال النصرة والغلبة. لقد أحب يوحنا الحبيب الرب يسوع فتبعه حتى الصليب، وظل ثابتاً حتى النهاية، وأحبت المرأة الزانية الرب كثيراً فتغلبت على خجلها وجاءت ليسوع في بيت الفريسي لتغسل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فغفر لها الرب كثيراً

أخي....أختي:

يكشف لنا الرب عن محبته الكثيرة لنا من خلال معاملاته مع شخصيات الكتاب المقدس، ويكشف لك عن حبه لك من خلال تعاملاته اليومية معك فهل تلتفت لهذا الحب وتقدره،وتعلن عن حبك له، وتقول مع معلمنا يوحنا الحبيب: " نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً"، وهل تداوم على الصلاة طالباً أن يسكب الله بالروح القدس محبته في قلبك لكي ينعم عليك الرب بالثبات والنصرة.