"...إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً" (نش8:7)

فيما كان يسوع في بيت سمعان الأبرص في بيت عنيا وهو متكئ، جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبتها على رأسة، وكان قوم يتذمرون قائلين: "لماذا كان إتلاف هذا الطيب كان يمكن أن يباع بثلاثمائة دينار ويعطى للمساكين"، وكانوا يؤنبونها فقال لهم يسوع: "دعوها ما بالكم تعنفونها؟ عملاً حسناً عملته بي فإن المساكين معكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين، وما عندها قد فعلته إذا سبقت فدهنت جسدي بهذا الطيب لدفنى" الحق أقول لكم: إنه حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم كله، يخبر بما عملته هذه تذكاراً لها.

  • أكتسب الطيب الذي سكبته المرأة على رأس المخلص قيمة غالية، لأن ذراته تلامست مع الجسد الطاهر الذي لأبن الله القدوس ولم تتلاش ذرات هذا الطيب في الفضاء الفسيح لأن الرب قبله من يدها كتقدمة حب، وأمر أن تدوم ذكرى ما فعلته هذه المرأة، لقد نالت هذه المرأة العظيمة تطويباً على مر الأجيال مع أن الكتاب المقدس لم يعلن لنا عن اسمها ولكنها ستفرح عندما يأتى الرب ثانية على السحاب ويناديها الجميع باسمها الجديد ساكبة الطيب،
  • إن الطيب الذي سبكته هذه المرأة يعبر عن حبها للرب فالحب يدفع الإنسان للبذل والعطاء بسخاء لمن يحبه، ويجعله يستهين بقيمة ما يقدمه في سبيل من يحبه كما فعلت ساكبة الطيب، وهذا ما فعله أيضاً يعقوب أب الآباء عندما خدم خاله لابان أربعة عشرة سنة ليزوجه راحيل وكانت في عينيه كأيام قليلة.
  • كل حب حقيقى مصدره الله لأن الله هو المحبه فمن يتذوق محبة الله يمتلئ قلبه بمشاعر الحب نحو الله ونحو الآخرين فيندفع ليعطى بدون حساب.
  • المحب هو الذي يعطي دون أن يطلب مقابلاً أو عوضاً بل يعطى ويبذل بسرور ودون أن يطلب منه، ولكن الله العادل يذكر كل تقدمة حب كما قال: كأس ماء بارد لا يضيع أجره.

أخي....أختى:

درب ذاتك أن تعطي بحب لأن أي تقدمة خالية من الحب ليست لها قيمة، فإن أردت أن تقدم أو تعطي أو تبذل لأجل إخوتك أو زوجتك أو أبنائك أو أصدقائك أو أحبائك أو حتى لعدوك فليكن ذلك من أجل الله، وباسم مسيحك المحب، وثق أن إلهك سيذكر لك ما صنعته لأجله، حسب وعده الصادق لساكبة الطيب.