الكلمة (الله) باللغة العربية تعني الألوهية بكل صفاتها من قدرة غير محدوة وعظمة فائقة، وفي كل لغة نجد كلمة مشابهة تخص الألوهية، فمثلًا في اللغة الإنجليزية هيGOD وفي الفرنسيةDIEU وهكذا.
إن مثل هذه الكلمات حسب كل لغة تصف الألوهية دون أن تكون خاصة بديانة معينة. لقد استخدم اليهود والمسيحيون الاسم (الله) في عبادتهم، لأنهم عرفوه من خلال الكتاب المقدس. أما اسم الله (يهوه) فهو خاص باليهود فقط، ولكن الله عرَّفَ نفسه بأسماء أخرى كثيرة في أسفار العهد القديم.
ولم ينطق الرب يسوع بالاسم الإلهي (يهوه) حرفيًا طوال فترة كرازته، لكنه استخدم في مناجاته مع الله الآب أسماء أخرى، ولم يستخدم الآباء الرسل أيضًا اسم (يهوه) سواء في صلواتهم، أو اقتباساتهم من أسفار العهد القديم، ولا في كرازتهم للأمم. فلماذا إصرار شهود يهوه على استخدام لفظ الجلالة يهوه فقط؟
فيما يلي نجيب باستفاضة أكثر من خلال النقاط التالية:
أولًا: لفظ الجلالة الله في اللغة وفي التاريخ
لفظ عام.
لفظ الجلالة (الله) اشتقّ من الكلمة (إله) وهو اسم كيونة، وليس اسم علم، لأن اسم العلم يخصّ شخصًا معينًا، وأما اسم الكيونة فيطلق عمومًا على طائفة واحدة، فكلمة الإنسان مثلًا اسم كينونة لجميع طوائف البشر، لكن عندما ننادي أحد الناس باسم

خاص به (قد يكون جرجس أو يوحنا أو ... أو...) يكون ذلك اسم علم خاص بذلك الإنسان فقط. ومثال لاستخدام الوحي لاسم الله كاسم كينونة واضح في المزمور، القائل: "مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟" (خر 15: 11).
واضح من المثال السابق أن عظمة الله، الذي لا مثيل له في وسط من يَدَّعي الوثنيين أنهم (آلهة) - مع أنها تماثيل بكماء وصماء! - فالقصد إذًا من كلمة (الآلهة) هو من يَدَّعي الوثنيون أن لهم طبيعة الألوهة أو اللاهوت.
لقد قال الرب في سفر إشعياء أنه بعل شعب مملكة يهوذا، مع أن الكنعانيين كانوا ينادون إلههم في ذلك الزمان بالاسم (بعل)، ولا عيب مطلقًا في استخدام الكتاب المقدس لهذه الكلمة، ذلك لأن الله قصد أن يُعرّف شعبه من خلال هذا اللفظ (الذي يُطلق على إله الكنعانيين) أنه إله، وإن كان الوثنيون يَعبُدون إلههم ويُقَدِسونه، فهو ينبغي أن يُعبَدْ ويُقَدَّس، كقوله: "لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى" (إش 54: 5).

استعمل الأمم اسم الجلالة (الله) بصفة عامة.
إن كلمة إله اسم كينونة، لأنها تصف وتخص الألوهة، عمومًا كما ذكرنا سابقًا، وقد عُرِّف الاسم بالألف واللام (الـ) فيما بعد حتى صار في اللغة العربية (الله). لقد عُرِفَ لفظ الجلالة الله عند الشعوب قبل موسى النبي، وقبل إبراهيم أب الآباء.
عُرِفَت الآلهة في اللغة السامية بالاسم (إيل) للمفرد، وذلك بحسب لغتهم قبل زمن أب الآباء إبراهيم، وقد استخدمت للإشارة إلى صفة الألوهة لآلهة الكنعانيين بصفة عامة، وقد نطق الرب يسوع باللفظ الأرامي (إيل) وهو على الصليب، كقوله: "وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (مت ٢٧: ٤٦).
لفظ الجلالة في الجاهلية.
عُرِفَ لفظ الجلالة الله في اليهودية والمسيحية وقبل الإسلام، وقد استخدمه الشعراء العرب في الجاهلية، وقد تسمّى الناس أيضًا قبل الإسلام بالاسم (عبد الله).

كتب الأستاذ عاطف مصطفى مقال في مجلة الهلال في عدد يونيو 1972م بهذا الخصوص، وقد ذكر فيه العديد من الأمثلة عن استخدام شعراء الجاهلية للفظ الجلالة الله.
وجاء أيضًا في (كتاب النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، لكاتبه يعقوب لويس شيخو اليسوعي) ما يلي:
إن علماء اللغات السامية يُجمِعون على أن الاسم (الله) مشتق من أصل آرامي (إيل) مفخم بزيادة الهاء، ونُقِلَ الاسم في أسفار العهد القديم والجديد مع المسيحيين، الذين جاءوا من الشمال (الشوام) إلى شبه الجزيرة العربية.
كما جاء أيضًا في كتاب (المفضل في تاريخ العرب قبل الإسلام، لكاتبه الدكتور جواد علي - الجزء السادس) ما يؤكد ذلك أيضًا.
ثانيًا: لفظ الجلالة الله في أسفار الكتاب المقدس

استخدم الوحي الإلهي في أسفاره المقدسة كلمة إيل (التي تطورت لغويًا في العربية فيما بعد إلى الكلمة الله) لأن الاسم لم يكن اسمًا خاصًا لإله وثني، وقد احتوى الإصحاح الأول على لفظ الجلالة الله من بداية سفر التكوين، كما سجل الكتاب المقدس استعمال الآباء البطاركة للاسم (إيل) كما يلي:
عصر البطاركة.
1. يعقوب أب الآباء.
"وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ»" (تك ٣٣: ٢٠).
"وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ" (تك ٣٥: ٧).
2. هاجر جارية أب الآباء إبراهيم
"فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَههُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟»" (تك ١٦: ١٣).
ثالثًا: اسم الألوهة (يهوه)
عبري الأصل.
لفظ يهوه هو لفظ عبري، وهو خاص باليهود فقط، وقد كان الاسم يهوه معروفًا قبل أن يُعَرِّف الله نفسه به لموسى النبي، ونجده ضمن الأسماء المركبة لليهود، ومثال ذلك اسم أم النبي موسى (يوكابد) الذي يتكون من شقين ومعناه (يهوه مجد).
معنى الاسم يهوه
سلّم الله اسمه الجليل (يهوه) لموسى النبي، ليخبر به شعبه، وفسر الله المعنى المراد بالاسم، ليتمسك الشعب بالرسالة الإيمانية من وراء الاسم العظيم، كقوله: "فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»" (خر 3: 14). فمعنى الاسم هو أكون، الذي أكون.
أراد الله بهذا الاسم أن يؤكد كينونته، أي: وجوده منذ الأزل، وإلى الأبد، أي أنه الخالق الواجب الوجود، وبالطبع الله هو الكائن، الذي كان قبل أن يُرْسِلَ موسى النبي، لكنه أكد هذا المعنى في ذلك الوقت، كإيمان مهم، ولكي يتمسك بهذا الإيمان الشعب العبراني الواقع تحت مذلة فرعون مصر، ولكن ذلك لم يمنع الوحي الإلهي من استخدام أسماء أخرى لله، تُظِّهِر وتُبَيَّن جوانب أخرى في شخص وصفات الله غير المحدود.
دوام الاسم العظيم يهوه إلى دورٍ فدور.
"هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ" (خر 3: 15).
كان يجب أن يدوم اسم يهوه من دور إلى دور، لأنه هو الكائن، والذي كان ويكون إلى الأبد، وليس المقصود بدوام الاسم أن يكتب الاسم في ترجمات الكتاب المقدس باللغات الأخرى كما هو في العبرية (يهوه) ولا المقصود ألا ينادى الله بغير هذا الاسم، لأن أسماء الله تحمل رسائل إيمانية للناس. فكيف نحد الله في اسم بذاته؟! إن دوام الاسم يعني أن الله حاضر وموجود على الدوام، أي: كائن، ولا يحده الزمن.
الرب يسوع يستخدم معنى الاسم، دون النطق به حرفيًا.
ذكر الرب يسوع الاسم (يهوه) بمعناه، ولم ينطق به حرفيًا، بقوله: "قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ»" (يو ٨: ٥٨).
وواضح أن اليهود فهموا تمامًا أن الرب يسوع قال عن نفسه أنه يهوه، أي: الله، ولهذا رفع اليهود حجارة ليرجموه، مع أنه قال الاسم بمعناه فقط، ولم يلفظ به، كقوله: "فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا" (يو ٨: ٥٩).
الوحي الإلهي لا يصرّ على استخدام اسم واحد لله.
لقد استخدم الوحي الإلهي عدة أسماء لله دفعة واحدة، ومثال ذلك قوله: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. (إش ٩: ٦).
استنتاج
إن اسم (يهوه) هو اسم خاص باليهود، وهم يريديون أن يجروا الناس للتهود، وذلك بالتمسك بالنطق بالاسم الجليل باللغة العبرية، وعدم استعمال أسماء إلهية أخرى في

مناداة الله، ولكن هل نعود لنستعبد لأمور حرفية، بعد أن حررنا الرب من عبادة الحرف، كقول الوحي الإلهي: "الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي" (2 كو 3: 6).
رابعًا: ترجمات الكتاب المقدس تشهد
الترجمة الآرامية
تُرْجِم الكتاب المقدس للغات كثيرة، ولم يحتفظ في تلك الترجمات بالاسم (يهوه) كما هو، لكنه تُرْجِم للفظ الجلالة في كل لغة منها، ومن أعظم الأدلة على ذلك أن الرب يسوع المسيح لم ينادي الله الآب، وهو معلق على الصليب بالاسم يهوه، لكنه ناداه باللغة الآرامية، قائلًا: "وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (مت ٢٧: ٤٦). وقد ترجم القديس متى كلمة (إيلي إيلي) إلى (إلهي إلهي).
الترجمة السبعينية.
تُرْجِم الكتاب المقدس من قبل علماء اليهود، وشيوخهم المدققين إلى اللغة اليونانية، في عهد الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس في مدينة الإسكندرية بمصر، وقد سميت بالسبعينية، لأن عدد هؤلاء العلماء كان سبعين عالمًا، أو بالأحرى اثنين وسبعين.
ولم يحتفظ علماء اليهود في هذه الترجمة حرفيًا بالاسم الجليل يهوه كما ينطقه اليهود، لكنهم ترجموه (كيريوس)، أي الرّب (The Lord). وقد كانت كلمة (كيريوس) تطلق على المعبودات الوثنية لليونانيين قبل المسيحية.
خامسًا: أحاديث وصلوات الرب يسوع
أحاديث الرب يسوع
لقب الرب يسوع المسيح الله الآب في حديثه مع الناس، وخلال صلواته بألقاب كثيرة غير الاسم العظيم يهوه، نذكر منها:
الإله الواحد.
"كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟" (يو5: 44).
صلوات الرب يسوع المسيح.
صلى الرب يسوع المسيح مخاطبًا الله الآب بأسماء أخرى غير الاسم الحسن (يهوه)، ومن أمثلة ذلك ما يلي...
1- أبا الآب.
"وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ»" (مر١٤: ٣٦).


2- الآب رب السماء والأرض.
"فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ" (مت ١١: ٢٥).
"وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ»" (لو١٠: ٢١).02_07.png
3- الآب البار.
"أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي" (يو ١٧: ٢٥). 
سادسًا: الوحي الإلهي يشهد على فم كتبة العهد الجديد
كُتِبَت أسفار العهد الجديد باللغة اليونانية، ولم يَكتِبَ كُتّاب العهد الجديد الاسم الإلهي (يهوه) في اقتباساتهم من العهد القديم ولا مرة.
الاقتباسات العبرية لأسفار العهد القديم.
اقتبس كُتَّاب العهد الجديد بوحي الروح القدس من نصوص أسفار الكتاب المدونة باللغة العبرية، لكنهم لم يكتبوا اسم الله يهوه فيما اقتبسوه من نصوص أسفار العهد القديم، لكنهم ترجموه إلى كيريوس باليونانية.
أمثلة
1- ترجم البشير مرقس الرسول الاسم يهوه من الأصل العبري (تث 6: 4) والقائل: "فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (مر12: 29). في إنجيله باللغة اليونانية كيريوس أي (الرب). كما نطق بها الرب يسوع المسيح (كيريوس).
2- اقتبس معلمنا بولس الرسول الاسم الحسن في نبوءة يوئيل النبي، بقوله: "وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَنْجُو. لأَنَّهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ، كَمَا قَالَ الرَّبُّ. وَبَيْنَ الْبَاقِينَ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ" (يوئ ٢: ٣٢) وفي رسالته لأهل رومية، بقوله: "كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ" (رو ١٠: ١٣) وقد أوردها بكلمة في كلا النصين (كيريوس) اليونانية، وليس (يهوه).
صلوات الآباء الرسل في سفر الأعمال.
لم يذكر الآباء الرسل الاسم الحسن (يهوه) في صلواتهم المدونة في سفر أعمال الرسل، لكنهم ذكروا عدة أسماء أخرى لله، ومثال ذلك ما يلي:
1. الرب العارف قلوب البشر.
"وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ" (أع1: 24).
2. الإله الصانع السماء.
"فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا" (أع4: 24).
3. الإله الحي الذي خلق السماء والأرض.
"أَيُّهَا الرِّجَالُ، تَفْعَلُونَ هذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا" (أع١٤: ١٥).

1. استخدام الاسم في التبشير.
لم يستخدم الآباء الرسل اسم الله (يهوه) في كرازتهم، ومثال ذلك: "فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا، لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ، الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي" (أع١٧: 22-24).