وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء ... بل أقمع جسدي وأستعبده،...حتى...لا أصير أنا نفسي مرفوضاً.( 1 كو 9: 25 – 27 )

 

في مثل العبد الأمين يستحق العبد الصالح المكافأة  والتطويب لأنه إهتم بخدمة العبيد  رفقائه بإمانة كوصية سيده .وقد أخبرنا الرب في هذا المثل أيضا عن إستحقاق ذلك العبد للدينونة إذا ما إنصرف عن الخدمة قائلا سيدي يبطيء قدومه وتحول للإهتمام بذاته فذهب ليأكل ويشرب مع السكارى ناسياً وصية سيده فصار يستجيب لشهوات الجسد كالسكران الذي فقد وعيه فأخذ  يشرب خمراً دون حساب لضرر.فهناك فرق بين أعطاء الجسد ما يحتاجه من ضروريات ليتمكن من أداء مهامه وبين، تدليل الجسد وإعطائه كل ما يشتهيه.
والجسد دائماً يطلب المزيد والمزيد من الشهوات ثم يتمرد رافضاً الجهاد مستثقلاً العمل لحساب الله  حينئذ؛ تضعف الروح وينجرف الإنسان في الخطيئة والفساد. و يذكر الكتاب المقدس عن أبينا داود النبي كيف دلل جسده في تراخ مستريحا على سريره إلى المساء ثم قام ليتمشى على سطح منزله فسقط في شهوة النظر ثم في أبشع الخطايا.يحتاج الإنسان في طريق خلاصه أن يتعلم فضيلة ضبط النفس  ولهذا كان الصوم أول وصية أعطيت للإنسان في الفردوس وفي البرية حدد الله لكل فرد من بني إسرائيل كيلا محددا من المن (عمرا واحدا) ليتغدى به يومياً.و إهتم دانيال النبي ألا يأكل شيء دسم أو شهي في  صومه مدققا في كم ونوع مايأكله  وقد إظهرمعلمنا بولس الرسول أهمية هذه الفضيلة قائلاً: .....  قد تدربت أن أشبع وأن أجوع، وأن أستفضل وأن أنقص.وتشمل فضيلة ضبط النفس ضبط الحواس وضبط الفكر و مشاعر القلب فلايكفي الصوم عن الطعام وحده لاقتناء هذه الفضيلة فمن يجاهد يضبط نفسه في كل شيء ولهذا حذرنا الرب من مجرد النظر بإشتهاء أو الكلمة البطالة أومجرد الغضب على الأخ داخل القلب

أخي ....أختي:

إن فضيلة ضبط النفس تمكن الروح من الإنطلاق لتعبد الله بفرح ولذة وتعطي
للإنسان فرصة للالتصاق بالله وهذا سر إنتعاش الكثيرين روحياً في فترة الصوم
فلتجاهد إذا لضبط نفسك في كل شيء  وأياك أن تنسي نفسك مع السكارى.