"الذي لم يشفق على ابنه؛ بل بذله لأجلنا أجمعين ألا يهبنا معه كل شيء"(رو8: 32)

 

   يحكي مثل الابن الضال عن الأخ الأكبر أنه اغتاظ من حنو أبيه وقبوله لأخيه الأصغر والذي عاد تائباً، وفي جهل اتهم الابن أباه بقلة عطائه له، مقارنة بسخائه في الإنفاق على الاحتفال بابنه التائب، وتجاسر قائلا له:" هذه سنين طويلة أخدمك فيها، وقط جدي لم تعطني لأفرح مع أصدقائي".

   لقد نسي الابن الأكبر رعاية أبيه له منذ ميلاده  حتى صار رجلا، وما قدمه له  على مر الأيام والشهور والسنين . فكم بذل من جهد ليربيه و يأدبه بكل ما أوتي من حكمة، وكم سهر على راحته وحمايته من كل ضرر، و كم بذل من عناء ليوفر له إحتياجاته من طعام وشراب وملبس ،و ليهيئ له منزلا مريحا يضمه مع باقي الأسرة، وكم ..،وكم..، وكم ... لقد أجاب الأب ابنه معبراً عن حبه وعطاءئه  في إيجاز قائلا(يابنى كل ما لى فهو لك)

لقد أعطى الله للبشر أعظم العطايا ومازال يعطي وسيعطي . فإن كان البشر يعرفون أن يقدموا لأولادهم عطايا جيدة فكم بالحري  الآب السماوي كلي الصلاح والرحمة  .

أخي ...أختي :

هل تثق في إبوة الله لك؟ فهو الذي يعطيك على الدوام بسخاء ولا يعير. لقد وهبك البنوة، و أمرك أن تناديه في الصلاة قائلا: يا أباناالذي في السماوات وذلك......لكي تكون واثقا فى ابوته، و علمك أن تطلب منه كل ماتريده ليعطيه لك . فهل تتذمر عندما لايعطيك أو يتمهل عليك لحكمة لاتدركها ؟
ليتك تثق وتدرك عظمة جود الله وعطاءه لك. فلاتنسى إنه الله الذي بذل ابنه الوحيد لأجلك لكي لاتهلك؛ و أنه سر أن يعطيك الملكوت.
فلتكن اذا مممتنا له واياك ان تتكلم بجهل كالابن الاكبر