"...تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي."(نش2: 3) "
أسمعي يابنت وأنظري، وأميلى أذنك، وانسي شعبك وبيت أبيك، فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له." (مز45: 10 ،11)

كان الرب يسوع يسير من قرية إلى قرية ليكرز ببشارة الملكوت، وفيما هو سائر دخل قرية فاستضافته امرأة اسمها مرثا وكانت لهذه أخت تدعي مريم، ولما جلس يسوع قامت مرثا لتخدم الرب يسوع ومن معه من المدعوين، أما مريم فجلست عند قدميه منصتة لكلامه ولما كانت مرثا مرتبكة في خدمة كثيرة وقفت وطلبت من يسوع قائله: " يارب أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدى؟ فقل لها أن تعينني" فأجاب يسوع وقال لها:" مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها"

  • انفتحت عيني مريم حين دخل الرب بيتها فرأت وداعة واتضاع شخصه المبارك، وأحست بالحب غير المحدود الذي يشع من قلبة.واستراحت لكلمات النعمة الخارجة من فمة الشافية للنفس، عندئذ جلست مريم تتأمل في شخصة، وتصغي لكلامه في شغف تطلب المزيد كمن هو جوعان أوعطشان، ولهذا نست مريم نفسها وشخصها ولم يهمها ماذا سيقول الحاضرون عنها وهي جالسة دون تحفظ على الأرض، عند أقدام الرب، لقد نست مريم أو تناست أيضاً كل اهتمامتها لتعطى الاهتمام فقط لما يقوله يسوع لقد كان لديها قناعة تامة بوجوب الخضوع له، وطاعته كإله قدوس.
  • إن كل نفس تسعد بمعرفة ربنا يسوع يمكنها أن تنسي معه كل اهتمامتها الباطلة، وبتلقائية تستطيع ان تنكر ذاتها وترتمي عند أقدام يسوع معلنة الولاء والخضوع لعظمتة، وقد دون لنا سفر الأعمال سيرة القديس بولس رسول الأمم الذي أعلن له الرب- وهو في الطريق إلى دمشق عن حبه وعظمته غير المدركه، فأظهر خضوعاً وإنكاراً للذات قائلاً للرب:" ماذا تريد يارب أن أفعل"؟ ومن وقتها ترك الرسول كل ما له معتبراً أن كل ماخسره من أجل المسيح نفاية لاقيمة لها.

أخي....أختي:

إن أردت أن تتمتع بسعادة حقيقة، وبفرح عظيم انس ذاتك وقدراتك واهتماماتك، والق بنفسك تحت أقدام الرب يسوع منكراً ذاتك، واصغ له في خضوع، وقل له مع المرنم: معك لا أريد شيئاً في الأرض حينئذ فقط ستكون قد اخترت النصيب الصالح الذي لن ينزع منك أبداً