"قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور" (رو 12:13)

سجلت أسفار العهد القديم الكثير من النبوات عن تجسد ربنا يسوع المسيح وحياته وكرازته وآلامه وصلبه وفدائه وموته وقيامته، وقد كان الكتبة والفريسيون يحفظون هذه النبوات، ولكنهم لم يتعرفوا على شخص الرب عندما ولد في بيت لحم، ولا عندما رأوه وسمعوه وهو يعلم في وسطهم، ولا آمنوا به عندما شفي مرضاهم، ولا عندما أقام الموتى أمامهم، بل حسدوه واغتاظوا منه وكانوا يجربونه كثيراً ليجدوا شيئاً يشتكون به عليه، ويذكر الكتاب أن الفريسيين سألوه في إحدى المرات أن يريهم آية من السماء فأجاب وقال لهم: "إذا كان المساء قلتهم صحو لأن السماء محمرة وفي الصباح اليوم شتاء لأن السماء محمرة بعبوسة، يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه السماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون. جيل شرير فاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى."

  • رفض الرب طلب الفريسيين لأنه صنع أمام عيونهم الكثير من المعجزات التي لم يصنع مثلها غيره من البشر والتي تثبت قدرة لاهوته، ولكنهم لم يقبلوه أو يؤمنوا به. كانوا في ظلمة لإمتلاء قلوبهم بالشر، وبخهم الرب لأنهم فشلوا بسبب شرهم الكثير في معرفة علامات الأزمنة: فلم يدروا بوجوده في وسطهم، فتعثروا فيه ورفضوه وصلبوه، فحل بهم غضب الله.
  • كانوا في حاجة إلى التوبة ونقاوة القلب ليدركوا عظمة الرب يسوع وعظمة دعوته لهم ولهذا ذكرهم الرب بتوبة أهل نينوي لعلهم يتوبون وأعلن لهم أنه أعظم من يونان بما لا يقاس فكيف لا يؤمنون؟، وكيف لا يتوبون كأهل نينوي؟.
  • إن الخطية تعمي البصيرة والقلب كما تعمى العين إذا أصابها جسم غريب كالخشبة – كوصف الرب يسوع – ولابد من إخراج هذه الخشبة أولا لتعود العين للإبصار مرة أخري والقلب أيضاً الذي يتنقى بالتوبة والرجوع لله يمكنه أن يعاين ويدرك الأمور التي تخص خلاصه، لأن الله يهب الأنقياء نعمة معرفته.

أخي....أختي:

بكت ذاتك وتب عن كل خطية تصدر منك، ولا تتساهل مع الشر، ولا حتى مع شبه الشر، واشبع بعلاقة شخصية قوية مع الله وشارك الكنيسة فيما تنظمه من أصوام وقداسات متضرعًا ليغفر لك الله خطاياك – حينئذ – ستتبدد من نفسك كل ظلمة، وترى ما لم تره عين وتسمع ما لم تسمع به أذن ويخطر على قلبك ما لم يخطر على قلب بشر.