"...شجعوا صغار النُفوس. أسندوا الضُعفاء. تأنَوا على الجميع" (ا تس 14:5)

أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازرالميت الذي أقامه يسوع بعد أربعة أيام من موته.فصنعوا له هناك عشاء وكانت مرثا تخدم، وكان لعازر أحد المتكئيين معه، فقامت مريم، وأخذت مناً من طيب نادرين خالص كثير الثمن، ودهنت به قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعر رأسها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب، فقال واحد من تلاميذه وهو سمعان يهوذا الإسخريوطي المزمع أن يسلمه: "لماذا كان هذا الإتلاف كان يمكن أن يباع بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء " فقال يسوع: "اتركوها إنها ليوم تكفيني قد حفظته لأن الفقراء معكم كل حين، وأما أنا فلست معكم كل حين".

  • رأى ربنا يسوع ما فعلته مريم بعين المحب لقد عملت عملاً حسناً إذ أحبت الرب، وأظهرت ما بداخل قلبها من حب وامتنان نحو شخصه العظيم. فلماذا تأنيبهم لها؟ مدحها وشجعها لأنها حقا تستحق الثناء. وأما يهوذا الخائن فلم يرى العمل الحسن الذي فعلته مريم، لأنه كان يفكر من منطلق حبه للمال وطمعه وجشعه.
  • إن عين الرب يسوع محب البشر الصالح رأت ومازالت ترى أقل وأبسط عمل حسن يصنعه أولاده، وهو يفرح ويشجع ويمدح ويطوب على الدوام.
  • لقد سجلت البشائر الأربعة الكثير عن حب الرب وتشجيعه للكثيرين. فمثلا كتب القديس يوحنا الإنجيلي عن المرأة السامرية التي عاشت في الخطية والجهل، ولكن الرب لم يوبخها بل ترفق وتأنى عليها وكشف لها عن شخصه المبارك وعندما تكلمت بالصدق معترفة بخطيتها لم يؤنبها لكنه مدحها وقال لها: "بالصواب أجبت" وكتب القديس مرقس الإنجيلي عن مدح الرب لامرأة أممية فينيقية وتشجيعه لها على إيمانها، وسجل القديس لوقا الإنجيلي فرح الرب بزكا لأنه اشتاق لمعرفة يسوع فتسلق جميزة ليرآه من فوقها فدخل بيته وبات عنده، وأيضا ما حدث في بيت سمعان الأبرص عندما دافع الرب عن المرأة الخاطئة ومدحها وقال عنها: "أنها أحبت كثيراً." وهكذا كان الرب المحب يشجع الجميع.

أخي....أختي:

إن كان لك قلب محب فلن تحطم همم الآخرين بانتقاداتك الكثيرة، ولكنك ستفرح بكل ما يعمله إخوتك من خير وصلاح. فدرب ذاتك ليكون لك عين صالحة كعين الرب يسوع لتلتقط بها كل ما هو حسن أو صالح، ولا تترد في مدح وتشجيع كل إخوتك لأنك بهذا تدفعهم للنمو في طريق الحياة الأبدية.